ورد النيل “الفقاقيع” كابوس يغزو سطح مياه ترعة الإسماعيلية – الجريدة

الجمعة 14 مارس 2025 | 01:38 صباحاً

النباتات تغزو مياه ترعة الاسماعيلية

كتب : محمد عبد العزيز

ورد النيل او ما يطلق عليه “الفقاقيع” هو جنس من النباتات الذي يتبع الفصيلة البونتديرية من رتبة الوعلانيات، وهو نبات موسمي ينمو ويطفو فوق المياه العذبة، وموطنه الأصلي المناطق الاستوائية بأمريكا الجنوبية، وتم إدخال ورد النيل إلى مصر في عصر محمد على عن طريق أحد الباحثين الزراعيين الإنجليز ذوي الأصول الألمانية، كما انه يعد مشكلة كبيرة في دول حوض النيل، وذلك لما يستهلكه كميات هائلة من الماء الصالح للزراعة، ويعوق حركة ملاحة الري ويسد المجاري المائية كالترع والمصارف، كما أنه يستهلك الأكسجين الذائب في المياه مما يهدد حياة الأسماك والكائنات المائية. بالإضافة إلى أنه يأوي العديد من القواقع مثل قواقع البلهارسيا، والزواحف والثعابين.

رصدت جريدة بلدنا اليوم المشكلة التي يعاني منها المواطنين لحل الازمة وحفاظا علي مياه النيل من تلك الاعشاب الغريبة.

في البداية يقول عبدالله صقر مدير عام سابقاً وأحد المتضررين، أننا نعاني وبشدة من تلك النباتات الغريبة التي تضر بمستقبل المياه في النيل وخاصة ترعة الاسماعيلية، وكذلك بمستقبل البيئة في مصر، فعند تطهير الترعة يقوموا سائقي الحفارات بإلقائها أمام منازلنا مباشرة مما تسبب رائحة كريهة، وكذلك الحشرات الطائرة والارضية، مما ينتج عنه الإصابة بالأمراض الخطيرة لنا ولأطفالنا.

وتابع رضا صقر “مواطن”، اننا تقدمنا بشكاوي عديدة لمسئولي الري من تضررنا كأصحاب منازل مقابلة لترعة الإسماعيلية، من إلقاء تلك المخلفات الي تنتج من التطهير أمام منازلنا ولم ينصت إلينا أحد، خلاف إلقاء تلك المخلفات علي حافة الطريق المباشر والرئيسي مما يعوق حركة سير السيارات علي الطريق، والذي في أغلب الأحيان ينتج عن سائقي السيارات الانحناء تجاه المنازل حتي يتجنبوا تلك المخلفات الملقاه علي حافة الطريق مما يعرض أبنائنا للخطر من سرعة هذه السيارات علي الطريق السريع.

وعبر الحاج غريب أبو عليان من سكان المنطقة عن غضبه الشديد بسبب عدم احترام مسئولو القرية والري لمطالب المواطنين بعدما طالبو لأكثر من مرة نقل الصاولة الموجودة في وسط الترعة والتي تحجز المخلفات من العبور ونقلها الي مكان آخر بعيداً عن الكتلة السكنية، إلا أن مسئولو المحافظة لم يلقوا للشكاوي أي اهتمام ولم يتم نقل تلك الصاولة بعيداً، وكما هو موضح بالصورة أن عملية التطهير التي تتم مرة في الشهر فقط تتقوم بإلقاء تلك المخلفات أمام منازلنا والتي تعرض حياة أولادنا للخطر الأمراض المعدية، مطالبين بسرعة نقل الصاولة الي مكان آخر بعيداً عن الكتلة السكنية.

وقال المهندس محمد مجدي “مهندس زراعي”، أنه رغم وجود بعض الأخبار عن الاستفادة من ورد النيل في مصر “مثل صناعة الأخشاب أو الأعلاف”، إلا أن هناك بعض التحفظات عليها، حيث أن ورد النيل يستهلك حوالي 4 لتر ماء يوميا، خلاف أنه يكثر في الترع والمجاري والمصارف، وتعد أكثر الأبحاث على مستوى العالم حتى الآن تؤكد على التخلص من ورد النيل فالصناعات التي تقوم على ورد النيل لن توازي المخاطر والأضرار التي يسببها، وحتى هذه اللحظة فلم يقدم أحد على إقامة مشاريع للاستفادة من الجانب الاقتصادي لهذه النبتة.

وأستكمل الدكتور عبدالله الشافعي “معيد بكلية الزراعة جامعة قناة السويس، أن الدولة تسعي جاهدة للتخلص منه لأضراره الجمّة على محمل المكافحة لأعلى محمل الاستفادة، وذلك لعدم تغطية الجانب الاقتصادي في الاستفادة منه، وإن حاول البعض إثبات بعض الاستفادة البسيطة جدا منه إلا أن غير ذلك هو الأثبت، وقد تم النجاح في التحكم البيولوجي في هذه النبتة في بحيرة فيكتوريا عن طريق حشرتي سوس من أمريكا الجنوبية من عائلة نيوشتينا.

حذر الدكتور احمد ابراهيم، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة قناة السويس، من نبات ورد النيل، الذي ينتشر في دول حوض النيل، ويتسبب في استهلاك جزء من مياه النيل وإعاقة حركة الملاحة والري وسد المجاري المائية كالترع والمصارف، مشيراً إلى أن محمد علي أدخل ورد النيل مصر ليزين به نافورة القصر، قائلًا: “لم يتوقع أحد أنها سوف تنتشر وتتكاثر بهذا الشكل، وتستهلك جزءا من مياه النيل، وكان فيضان النيل يطهر النهر تلقائيا بإلقاء الأعشاب بما فيها ورد النيل في البحر المتوسط ليموت في المياه المالحة وذلك قبل بناء السد العالي.”

أما أضرار ورد النيل، فكشفها الدكتور “احمد ابراهيم” قائلًا: “إنه يستهلك جزءا من الأكسجين الذائب في المياه مما يؤثر على الكائنات المائية النهرية. بالإضافة إلى أنه مأوى للعديد من القواقع مثل قواقع البلهارسيا، والزواحف مثل الثعابين.

وأضافت المهندسة منار محمد خبير في زراعة النباتات، أن النباتات الطبيعية منها من يستهلك مياه كبيرة ومنها من لا يستهلكها بالشكل الامثل، ولكن لم يتوقع أحد أن تلك النباتات التي طفت علي سطح ترعة الاسماعيلية والتي اشتكي منها العديد من المواطنين بأنه وباء انتشر في مياه الشرب وخاصة بأن ترعة الاسماعيلية تعتبر مياه عذبة وصالحة للاستخدام المباشر للشرب بعد عبورها في محطات التحلية ، أن هناك حالة من الذعر سادت علي وجوه المواطنين، ولكننا نطمئن الجميع بأنها لا تمثل خطراً علي المواطن بسبب كثرة إنباتها بصورة سريعة ولكنها تحتاج الي الإزالة الفورية حتي لا تتكاثر.

وقالت المهندسة مرة كمال، مسئول بمديرية الري بالإسماعيلية، أن وزارة الموارد المائية والري قامت بالتعاون مع إحدى الجامعات المصرية بالبدء في دراسة لتحويل نبات ورد النيل إلى كمبوست زراعي لخلق عائد اقتصادي من هذه النباتات مما يُسهل التخلص منها ويخفض من العبء الملقى علي خزانة الدولة، وذلك في ضوء ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن ظهور “الخس المائي” ومليارات من النبات بأعداد تصل للألاف في ترعة الاسماعيلية.

قال المهندس السيد الجوهري وكيل وزارة الري بالإسماعيلية، إنه جرى تكليف فريق من قطاع حماية وتطوير ترعة الاسماعيلية، للمرور على الطبيعة ومعاينة مواقع مختلفة تجمعت فيها تلك النباتات عن ظهور نبات بأعداد تصل للألف في ترعة الاسماعيلية، مضيفاً أنه تبين أن كثافة تواجد النبات لا يمثل ظاهرة وإنما ينتشر على شكل فسيلات وسط الحشائش وورد النيل، ويتم الدفع بصفةة مستمرة بالمعدات اللازمة لإزالة هذه التجمعات المحدودة من النباتات، كما يتم رصد أي شكاوى من المواطنين ممن يتضررون منها لرصد أي تجمعات جديدة قد تظهر وإزالتها على الفور، وهو ضمن المهام اليومية لقطاع حماية ترعة الاسماعيلية ومياه النيل بالمحافظة.  

النباتات تغزو مياه ترعة الاسماعيلية 1741906038 0
النباتات تغزو مياه ترعة الاسماعيلية
النباتات تغزو مياه ترعة الاسماعيلية 1741906039 1
النباتات تغزو مياه ترعة الاسماعيلية
1741909802 255 النباتات تغزو مياه ترعة الاسماعيلية 1741906041 2
النباتات تغزو مياه ترعة الاسماعيلية

close