وتستثمر طيران الإمارات بشكل مستمر في المعدات الطبية عالية الجودة، ولكن مجموعة بارسيس الجديدة هي نتاج تعاون دام عاماً بين طيران الإمارات وبارسيس لإنشاء أداة مخصصة أثناء الرحلة تكون أكثر كفاءة وموثوقية وأكثر اتصالاً وأماناً لعملاء الناقلة.
ويتضمن النظام الجديد الأفضل في فئته مجموعة “بارسيس تيلي ميديسن” لطيران الإمارات و”بارسيس كلاود”، وهي عبارة عن محطة متكاملة يمكن حملها للتطبيب عن بعد مصممة بشكل يمكّن طاقم الطائرة من جمع المعلومات المهمة والعلامات الحيوية، والتي يمكن بعد ذلك إرسالها إلى الدعم الطبي الأرضي لطيران الإمارات – وهو فريق متخصص من المتخصصين الطبيين في المقر الرئيسي لمجموعة الإمارات في دبي ويمكن الاتصال بهم على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. وتتضمن المجموعة العديد من الأجهزة الطبية مثل مقياس الأكسجين في الدم ومقياس الحرارة وجهاز مراقبة ضغط الدم ومقياس السكر وجهاز تخطيط القلب.
ويمكن لعملاء طيران الإمارات الذين يحتاجون إلى دعم طبي على متن الرحلات الجوية الآن نقل علاماتهم الحيوية أو قراءاتهم تلقائياً إلى جهاز Medcapture عبر البلوتوث، مما يلغي الحاجة إلى قيام طاقم الطائرة بتدوين الملاحظات ونقل المعلومات يدوياً.
ويتضمن جهاز Medcapture اللوحي تطبيق برمجي جديد، تم تصميمه خصيصاً ليتماشى مع الإجراءات الطبية الشاملة التي تطبقها طيران الإمارات. وتتميز الواجهة بتصميم بديهي وسهل الاستخدام حتى يتمكن أفراد الطاقم من تشغيلها بكفاءة، حتى في ظل الظروف الصعبة. كما يسمح لطاقم الطائرة بالتواصل في الوقت الفعلي مع فريق الدعم الطبي الأرضي، مما يضمن الوصول الفوري إلى المشورة الطبية المتخصصة أثناء وجودهم في الأجواء وتقييم الحالات الطبية للمسافرين في الوقت الفعلي، وفي بعض الحالات، يسمح للأطباء بتقييم الإصابات أو المشاكل الطبية بصرياً عن بعد إذا لزم الأمر.
ويرتبط جهاز Medcapture بنظام “بارسيس كلاود”، وهو عبارة عن منصة سحابية لدعم الخدمات الطبية الأرضية لتلقي البيانات أثناء الرحلة والتواصل مع طاقم الطائرة، وهو نظام آمن وموثوق ويضمن التعامل مع بيانات العملاء وفقاً لقواعد حماية البيانات.
وبالفعل تم تركيب مجموعات بارسيس وعلى العديد من طائرات طيران الإمارات، وقد لعبت دوراً فعالاً في العديد من الحالات الطبية الناجحة حتى الآن.
فخلال رحلة جوية إلى ليون بفرنسا مؤخراً، تعرضت مسافرة مسنّة لحالة طبية طارئة أثرت على نظامها القلبي الوعائي، مما أدى إلى انخفاض كبير في مستويات الأكسجين لديها وعلامات حيوية أخرى، حين قام طاقم الطارئرة المدرب بسرعة بتوفير الأكسجين لها واستخدم جهاز MedCapture لمشاركة علاماتها الحيوية مع فريق الدعم الطبي الأرضي في مجموعة الإمارات وطلب استشارة طبيب على الأرض.
واستجاب فريق الدعم الطبي الأرضي على الفور عبر “بارسيس كلاود”، حيث تم الاتصال بجهاز MedCapture على متن الطائرة. وبفضل الاتصالات في الوقت الفعلي والتوجيه من الخبراء، تمكن الطاقم من إدارة الموقف بفعالية، وضمان حصول المسافرة على أفضل رعاية ممكنة. ومكّن نظام “بارسيس” من التنسيق بشكل أسرع وأكثر سلاسة بين الطاقم والفريق الطبي، مما ساعد في تقديم الدعم الطبي في الوقت المناسب أثناء الرحلة.
ويعد التدريب الطبي والدعم لطاقم الطائرة من أهم الأولويات في طيران الإمارات، حيث يخضع المنضمون الجدد لثمانية أسابيع من التدريب المكثف “قبل الانضمام” ليصبحوا طاقم طائرة من الطراز العالمي. وتشمل فترة ما قبل الانضمام عدداً كبيراً من الدورات التدريبية من الأمن إلى الخدمة والسلامة والطوارئ إلى الضيافة، وتدريب الاستجابة الطبية المهم للغاية. وباستخدام مزيج من التعلم العملي والمباشر والفصول الدراسية وعبر الإنترنت، يتم تعليم المنضمين الجدد دروساً لا تقدر بثمن لإنقاذ الأرواح. ويتم تقديم مجموعة “بارسيس” الجديدة لطاقم الطائرة من خلال نهج مختلط من التعلم الإلكتروني والتعلم العملي.
ويتلقى طاقم الطائرة في طيران الإمارات تدريباً طبياً مكثفاً للتعامل مع حالات الطوارئ أثناء الرحلة، من الإغماء والاختناق إلى صعوبات التنفس وردود الفعل التحسسية والأمراض المفاجئة. كما يتم تدريبهم على إدارة الإصابات ومكافحة العدوى والنظافة على متن الطائرة. ويتم تدريس مهارات إنقاذ الحياة مثل الإنعاش القلبي الرئوي واستخدام مزيل الرجفان الخارجي الآلي وحتى مساعدة الولادة باستخدام تقنية المحاكاة المتقدمة. ويقود إجراء هذا التدريب الشامل مدربي الإسعافات الأولية المعتمدين في مجال الطيران، في مركز تدريب طاقم الطائرة في طيران الإمارات في دبي.
يتم اختبار معرفة ومهارات طاقم الطائرة كل عام في تدريب متكرر، ويُطلب من الطاقم إكمال دورة تدريبية عبر الإنترنت مدتها ساعة ونصف، وجلسة عملية مدتها ساعتان للإنعاش القلبي الرئوي، وجهاز إزالة الرجفان الخارجي الآلي، والنزيف الشديد، وإدارة الحساسية الشديدة، مع تقييمات لكل منها. كما يشارك أفراد الطاقم ذوو الخبرة في تمرين محاكاة الطيران سنوياً للتأكد من أنهم مجهزون بالكامل للتعامل مع أي حوادث طبية ويتم تحديث معرفتهم بشكل منتظم.
ومن منظور نفسي، يتلقى أفراد طاقم الطائرة تدريبات حول كيفية الحصول على الموافقة لمساعدة المسافرين، وإظهار التعاطف مع المرضى وأسرهم، والحفاظ على الهدوء، وإبلاغ المصاب في جميع المراحل والتواجد مع المصاب حتى يتحسن الوضع. كما يتعلمون كيفية إبلاغ الآخرين بالأخبار الصعبة عند الحاجة. وبعد أي حادث، يتم تزويد أفراد طاقم الطائرة أيضاً بالدعم اللازم لصحتهم النفسية، من خلال برنامج مساعدة الموظفين في طيران الإمارات، وخدمة دعم الأقران، وبرنامج صحتي لرفاهية الموظفين في طيران الإمارات.