ذكرى حجة الوداع.. آخر خطبة للنبي ورسالة خالدة للبشرية – الجريدة

الخميس 06 مارس 2025 | 01:36 مساءً

كتب : عامر عبدالرحمن

تحل اليوم ذكرى خطبة الوداع التي ألقاها النبي محمد ﷺ في 6 مارس من عام 632 ميلادية، الموافق 9 من ذي الحجة عام 10 هـ، خلال حجة الوداع على جبل الرحمة يوم عرفة.

 حيث أعلن فيها اكتمال الرسالة الإسلامية بقول الله تعالى: “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا.”

جاءت هذه الخطبة الجامعة لتكون دستورًا إنسانيًا خالدًا، وضع فيه النبي ﷺ المبادئ الأساسية للإسلام، مؤكدًا على حرمة الدماء والأموال والأعراض، ورسّخ قيم العدالة والمساواة، وأوصى المسلمين بتبليغ تعاليم الدين إلى من لم يشهد الخطبة.

محاور خطبة الوداع

في كلماته الأخيرة أمام الأمة، شدد النبي ﷺ على عدة أمور جوهرية، كان من أبرزها:

1. حرمة الدماء والأموال والأعراض

قال النبي محمد ﷺ: “إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا”، مؤكدًا على ضرورة الحفاظ على حقوق الآخرين ومنع أي اعتداء بين المسلمين.

2. إرساء مبدأ المساواة

أعلن النبي محمد ﷺ أن لا فرق بين البشر إلا بالتقوى، فقال: “أيها الناس، إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم.”

3. تحريم الربا والظلم

وضع الإسلام حدًا للمعاملات الجائرة التي كانت سائدة في الجاهلية، وأكد النبي ﷺ أن كل أنواع الربا باتت محرمة.

4. الوصية بالنساء

شدد على ضرورة معاملة النساء بالحسنى، فقال: “استوصوا بالنساء خيرًا، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله.”

5. التمسك بكتاب الله وسنة نبيه

أكد أن الهداية لن تتحقق إلا بالاعتصام بالقرآن والسنة، فقال: “تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، كتاب الله وسنتي.”

رسالة خالدة للبشرية

لم تكن خطبة الوداع مجرد وصية للمسلمين، بل كانت إعلانًا عالميًا لمبادئ العدل، والرحمة، والمساواة بين البشر، وفي ختامها، طلب النبي محمد ﷺ من الحاضرين أن ينقلوا هذه التعاليم إلى من لم يشهدها، قائلًا: “ألا هل بلّغت؟ اللهم فاشهد.”

وهكذا، بقيت كلمات النبي محمد ﷺ في حجة الوداع نورًا يضيء درب الأجيال، تؤكد أن الإسلام جاء ليكون رحمة للعالمين، ودعوة للسلام والتآخي بين البشر.

close