وبصفته أحد أبرز روّاد الموسيقى الروحية وفن الإنشاد الديني، يأخذ التهامي الجمهور في رحلة فريدة تتناغم فيها المدائح النبوية والأشعار الصوفية مع الألحان العذبة.
ويتميّز الشيخ محمود التهامي الذي يشارك كلّ عام ضمن مبادرة الأمسيات الرمضانية من مهرجان أبوظبي احتفاءً بحلول شهر رمضان المبارك، بقدرته الفريدة على مزج الإنشاد باللغة العربية الفصحى مع إيقاعات موسيقية مستوحاة من ثقافات مختلفة. ويتضمّن عرضه مقتطفات من روائع كبار الشعراء العرب بينهم حسّان بن ثابت، شاعر الرسول وأحد أوائل المنشدين في الإسلام، بالإضافة إلى رموز الشعر الصوفي في القرن السابع الهجري كابن عربي وابن الفارض. كما يقدّم التهامي مقاطع من أعمال المتنبي والبوصيري والبحتري، الذين كان لهم أثر كبير في تشكيل ملامح الشعر العربي الكلاسيكي، وأسهموا في إغنائه بمعانيه العميقة وإيقاعاته المميزة.
وسيقدم عرض “سماء الحب” تجربة فريدة تمزج بين روائع التراتيل والإنشاد، مثل “توشيح فؤادي”، والمقطوعات الحديثة، بما في ذلك “يا ابن آدم” ولغة الكلام” لمحمد إقبال، ليشكّل انسجامًا فنيًا يجمع بين عراقة النصوص القديمة وحداثة التراكيب الموسيقية. وبمرافقة أوركسترا مؤلفة من 25 عازفًا وجوقة ضخمة تضم 100 مؤدي، سيقدّم الشيخ محمود التهامي أداءً أخّاذًا يغمر الجمهور في أجواء من الروحية خلال شهر رمضان المبارك. وعقب العرض الرقمي للشيخ محمود التهامي، سيواصل مهرجان أبوظبي 2025 برنامجه الحافل من 8 أبريل إلى 29 أبريل، حيث تنطلق العروض الحية بسلسلة من الفعاليات المتميزة. وستكون البداية مع العرض الأول في العالم العربي لفرقة الطبول اليابانية العالمية “كودو” والتي ستقدم على مسرح مركز الفنون بجامعة نيويورك أبوظبي أمسيتين استثنائيتين يومي 8 و9 أبريل.
ويحتفي مهرجان أبوظبي 2025 هذا العام بخمسين عامًا من علاقات الصداقة والتعاون الوثيق بين دولة الإمارات العربية المتحدة واليابان، التي تحلّ ضيف شرف المهرجان الذي يقام هذا العام تحت شعار “أبوظبي: العالم في مدينة”. وتماشياً مع “عام المجتمع” في دولة الإمارات، يركّز المهرجان على إبراز أوجه التبادل الثقافي العريق والقيم المشتركة التي تجمع الإمارات واليابان، عبر برنامج حافل بالتعاون الفني والموسيقي المتميز ليشكل جسراً للتواصل بين التقاليد العريقة والرؤى الإبداعية الحديثة.