انعقد الملتقى الفكري عقب صلاة التراويح بساحة مسجد مولانا الإمام الحسين (رضي الله عنه) في القاهرة، في الليلة الثالثة من رمضان، تحت عنوان “الإشارات البلاغية في آيات الصيام”، وسط أجواءٍ روحانية مفعمة بالإيمان. وجاء ذلك في إطار جهود وزارة الأوقاف لنشر الفكر الوسطي وتعزيز الوعي الديني خلال الشهر الفضيل.
شهد الملتقى حضور الأستاذ الدكتور سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، والأستاذ الدكتور غانم السعيد، عميد كلية اللغة العربية الأسبق، حيث ألقيا محاضرات تناولت بلاغة القرآن الكريم في تشريعات الصيام. وتلا في اللقاء القارئ الشيخ أحمد عوض أبو فيوض، فيما صدح بالابتهالات الشيخ محمد عبد السلام الحسيني، وقدم فعاليات الملتقى الإعلامي الأستاذ عمر حرب.
اجتمع في ساحة المسجد عدد كبير من قيادات وزارة الأوقاف ومديرية أوقاف القاهرة، إلى جانب لفيف من طلاب الأزهر الشريف والوافدين الذين توافدوا للاستفادة من محاضرات الملتقى. وأسهم الإعلامي الكبير حسن الشاذلي في إثراء اللقاء بأسلوبه المتميز في التقديم وإدارة الحوار.
أكد الأستاذ الدكتور سلامة داوود، خلال كلمته، أهمية هذه الملتقيات في معالجة قضايا الفكر والتأصيل العلمي، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم مصدر متجدد للفكر والتدبر. وشدد على أن آيات الصيام جاءت بأسلوب بلاغي فريد، يحمل في طياته دلالات تشريعية وإعجازًا لغويًا، مما يبرز مكانة فريضة الصيام في الإسلام وأهميتها في تهذيب النفوس.
رحّب الأستاذ الدكتور غانم السعيد بالحضور، موضحًا أن الله تعالى ابتدأ آيات الصيام بنداء الإيمان في قوله: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”، وهو تشريف للمؤمنين قبل أن يكون تكليفًا. وأوضح أن التعبير بلفظ “كُتِبَ” بدلًا من “فُرِضَ” يشير إلى سبق تقدير الصيام في اللوح المحفوظ، وبيّن أن هذه الفريضة لم تختص بها أمة الإسلام وحدها، بل امتدت إلى الأمم السابقة، تأكيدًا على عظمتها وفضلها عند الله.
مثَّل ملتقى الفكر الإسلامي، الذي تنظمه وزارة الأوقاف خلال شهر رمضان، منبرًا فكريًا يسعى إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة، والتصدي للفكر المتطرف، وتعزيز قيم التسامح والتعايش المشترك. وأسهم هذا اللقاء في تقديم رؤى علمية مستنيرة حول قضايا المجتمع، مما يساعد في رفع الوعي وترسيخ الهوية الدينية والوطنية لدى الحاضرين.
اختُتم الملتقى بابتهال روحانيّ قدّمه الشيخ محمد عبد السلام الحسيني، وسط تفاعل كبير من الحضور، الذين أشادوا بأهمية هذه اللقاءات في تعميق الفهم الديني، وإثراء معارفهم، وتعزيز صلتهم بالقيم الإسلامية الراقية.