يعد مسلسل “ألف ليلة وليلة”، في الماضي بمثابة الصندوق السحري الذي يفتح أبوابه على أسرار من القصص التي تشد القلب وتثير الخيال في شهر رمضان الكريم، حيث كانت الأسرة تتجمع حول التلفاز، ينتظرون بشغف أولى لحظات العرض، وكأنها بداية لمغامرة جديدة، حيث يتنقل البطل بين قصص من الحب والخيانة، الفروسية والحيلة، والدهاء والمكر، ليصطحبنا في رحلة لا تُنسى عبر العالم العربي والأساطير التي تُزخِر بها ثقافتنا.
حكايات مشوقة في ألف ليلة وليلة
يتناول المسلسل الحكايات التي ترويها شهرزاد للسلطان شهريار على مدار 1001 ليلة، في سرد ملحمي مثير يروي قصصًا من العصور القديمة.
وظل مسلسل “ألف ليلة وليلة” من أبرز الأعمال الرمضانية المنتظرة في كل عام، ليكون العمل بمثابة رحلة فنية إلى الماضي، حيث يروي الحكايات المليئة بالغموض والرومانسية والتشويق.

وكانت قصص “ ألف ليلة وليلة” دائما جزءا من الدراما الرمضانية لأكثر من ربع قرن من الزمان، القصة الشعبية الشهيرة التي قدمتها الاذاعة المصرية منذ عام 1955 بطولة زوزو نبيل، وامتدت طوال النصف الثاني من القرن الماضي، ولحسن حظها عرضت ضمن دراما رمضان فنالت شهرة واسعة لم تكن متوقعة.
بداية معرفة الجمهور بـ الف ليلة وليلة
دخلت قصة «ألف ليلة وليلة» إلى الإذاعة كهدية تلقاها محمد أمين حماد مدير الإذاعة، وكانت عبارة عن مجلدين، وعلى الصفحة الأولى من المجلد الأول إهداء يقول: «إلى تلميذي الأستاذ محمد أمين حماد مدير الإذاعة، لقد كان المجلدان لأحد أساتذة حماد أيام الدراسة»، وتصادف وجود الإذاعي محمد محمود شعبان الشهير بـ بابا شارو الذي وجد أن محتوى المجلدان قصص ألف ليلة وليلة تصلح للإعداد الإذاعي في حلقات تقدم بنفس الاسم في الإذاعة.

وأسندت إلى المؤلف طاهر أبو باشا كتابة سيناريو حلقات «ألف ليلة وليلة» للإذاعة منذ البداية، ووضع الموسيقى الخاصة بها أحمد رمزي، واختار بابا شارو مخرج العمل، الفنانة زوزو نبيل للقيام بدور شهرزاد، وعبد الرحيم الزرقاني لدور شهريار، ويشترك معهم في التمثيل محمد علوان، صلاح منصور، حسن البارودي، إحسان القلعاوي، إحسان شريف.
جعل الإذاعي محمد محمود شعبان، من «ألف ليلة وليلة» عملا فنيا مشوقا لجمهور المستمعين في رمضان، من خلال ثلاثين حلقة عام 1955، ثم توقفت عن العرض في العام التالي، لكنها عادت للإذاعة بعد إلحاح الكثير من المستمعين، لتقدم في كل رمضان ثلاثين حلقة، حتى بلغت عدد حلقاتها أكثر من 800 حلقة على مدى سنوات في حلقات إذاعية منها: “الأمير قمر الزمان والملكة بدر البدور، علاء الدين والمصباح السحري، على بابا والأربعين لصًا، رحلات السندباد البحري السبع، علي بن بكار وشمس النهار، أنس الوجود والورد”.
الف ليلة ولية على الشاشة الصغيرة
انتقلت نفس حلقات «ألف ليلة وليلة» التي قدمتها الإذاعة منذ الخمسينات، إلى التليفزيون، لكنها بالصوت فقط، بطولة زوزو نبيل وعبد الرحيم الزرقاني أيضا، لكن بالرسوم المتحركة، ثم أعدت حلقات جديدة من ألف ليلة وليلة للتليفزيون خصيصا، وكان أول كاتب لها تليفزيونيا الكاتب أحمد بهجت، وليس طاهر أبو فاشا، وأخرجها عبد العزيز السكري وليس محمد محمود شعبان.

وقام بالبطولة نجلاء فتحي، حسين فهمي، شكوكو، زوزو حمدي الحكيم، وتوفيق الدقن، أما تتر المسلسل بصوت سميرة سعيد تقول فيه: احكي يا شهرزاد احكي لشهريار، وتنتهي الحلقة بصوت نجلاء فتحي تقول “سيبني لبكرة الله يخليك” ونجح المسلسل نجاحا كبيرا.
3 أجزاء بـ 3 أبطال مختلفين
في عام 1985 عادت «ألف ليلة وليلة» أيضا إلى التليفزيون بشهرزاد، الشخصية التي أدتها زوزو نبيل مع الفنانة الاستعراضية شريهان من إخراج فهمي عبد الحميد، غناء شريهان وتلحين محمد الموجي، وقدمت فيها حكايات: «عروس البحور، ماندو ووردشان، الثلاث بنات، مشكاح وريما، فاتيما وكريمة وحليمة».
_807_014719.jpg)
_807_014736.jpg)
ثم قدمت ليلى علوى ألف ليلة وليلة في حكاية «الأشكيف وست الملاح»، وقدمتها إيمان الطوخي ويوسف شعبان في قصة «ست الحسن».