السبت 22 فبراير 2025 | 10:46 مساءً
خلال الاحتفالية
شهدت دار الأوبرا المصرية احتفالية خاصة بمناسبة مرور سبعة عقود على التعاون التنموي بين مصر واليابان، بحضور وزير التربية والتعليم والتعليم الفني،محمد عبد اللطيف، إلى جانب السفير الياباني في القاهرة إيواي فوميو، ورئيس مكتب الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) في مصر، السيد كاتو كين، بالإضافة إلى نخبة من المسؤولين والخبراء في مجال التعليم والتنمية.
وأكد وزير التربية والتعليم أن التعاون بين البلدين في قطاع التعليم يعد نموذجًا رائدًا في المنطقة، يعكس الرؤية المشتركة لتعزيز جودة التعليم والاستفادة من التجربة اليابانية في تطوير النظام التعليمي المصري.
وأشار الوزير إلى أنه عاد مؤخرًا من زيارة رسمية لليابان استغرقت أسبوعًا، حيث أجرى سلسلة من الاجتماعات مع مسؤولين يابانيين، ركزت على تعزيز سبل التعاون في مجالات التعليم العام والفني وتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأوضح عبد اللطيف أن أكثر ما لفت انتباهه خلال الزيارة هو التزام المعلمين اليابانيين بتطوير شخصية الطالب، مشددًا على أهمية تبني هذا النهج داخل المدارس المصرية.
وأكد الوزير أن وزارة التربية والتعليم تسعى إلى تطبيق نموذج “التوكاتسو” على نطاق أوسع في المدارس الحكومية، نظرًا لقدرته على تنمية مهارات الطلاب القيادية وتعزيز العمل الجماعي لديهم.
وكشف عن خطط للتعاون مع الشركات اليابانية لتأسيس مدارس تكنولوجيا تطبيقية متخصصة تواكب احتياجات سوق العمل، مشيرًا إلى النجاح الذي حققته تلك المدارس في السنوات الأخيرة.
وفي سياق آخر، ألقى الوزير الضوء على جهود الوزارة في دعم تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، معلنًا عن الاستفادة من التجربة اليابانية في هذا المجال، خاصة بعد زيارته لمركز طوكيو لدعم التوحد واضطرابات النمو، حيث شهد برامج تدمج الرعاية النفسية في العملية التعليمية لتحسين الأداء الدراسي وتعزيز الصحة النفسية للطلاب.
واختتم كلمته بالتأكيد على أهمية نقل التجربة المصرية-اليابانية إلى دول أخرى في إفريقيا والشرق الأوسط، معربًا عن تطلعه لعرض هذا النموذج خلال مؤتمر “تيكاد 9”.
رؤية يابانية لمستقبل مشترك
من جانبه، أعرب السفير إيواي فوميو عن تقدير بلاده للتعاون المستمر مع مصر، مؤكدًا أن هذه الشراكة تمثل ركيزة أساسية في العلاقات الثنائية.
وأشار فوميو إلى أن اليابان تفتخر بالمساهمة في النهضة الاقتصادية التي تشهدها مصر، لا سيما من خلال المشاريع المشتركة مثل المتحف المصري الكبير والجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا (E-JUST).
وأكد السفير أن التعليم يشكل محورًا رئيسيًا في التعاون بين البلدين، حيث تدعم اليابان تطوير جميع مراحل التعليم في مصر، بدءً من الطفولة المبكرة وحتى التعليم العالي، مشيرًا إلى أن هذا التعاون لا يقتصر على تطوير المناهج، بل يمتد ليشمل إعداد كوادر تعليمية قادرة على قيادة مسيرة التغيير.
إشادة بالتجربة المصرية-اليابانية
بدوره، أوضح رئيس مكتب “جايكا” في مصر، كاتو كين، أن التعاون التعليمي بين البلدين شهد تطورًا كبيرًا منذ انطلاق “الشراكة المصرية-اليابانية في التعليم” عام 2016، حيث تم إنشاء 55 مدرسة مصرية-يابانية، يستفيد منها أكثر من 16 ألف طالب، بالإضافة إلى دعم الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، التي أصبحت من المؤسسات الأكاديمية الرائدة في المنطقة.
وأشار كاتو كين إلى استمرار اليابان في تقديم برامج تدريبية لدعم التعليم العالي في مصر، بهدف تزويد الخريجين بالمهارات المطلوبة في سوق العمل، بما يعزز من تنافسيتهم عالميًا.
عروض فنية وحلقات نقاشية
تضمنت الاحتفالية عرضًا ترويجيًا يوثق مسيرة التعاون المصري-الياباني على مدار 70 عامًا، إلى جانب عروض قدمها طلاب المدارس المصرية-اليابانية، ومعرض فني يبرز مشروعات التعاون بين البلدين.
كما شهدت الفعالية حلقة نقاشية بعنوان “تمكين رأس المال البشري من أجل نمو مستدام”، بمشاركة عدد من الخبراء، تناولت تجارب الاستثمار في التعليم الفني، والتحديات التي واجهت الجامعة المصرية اليابانية، بالإضافة إلى استعراض نظام التعليم الفني الياباني “كوزن”، الذي يُطبق حديثًا في مصر كنموذج جديد يهدف إلى تخريج كوادر مؤهلة بمهارات عملية عالية.
آفاق جديدة للتعاون
وشدد الحضور على أهمية مواصلة العمل المشترك لتطوير قطاع التعليم، مؤكدين أن الشراكة المصرية-اليابانية تمثل نموذجًا ناجحًا يمكن البناء عليه لمواصلة دعم التنمية المستدامة في البلدين.
خلال الاحتفالية
خلال الاحتفالية