«أبناء الرمال السبع».. 130 ألف عام من تاريخ الإمارات والمنطقة – الجريدة

بمشاركة واسعة وحضور لافت، استضافت مكتبة محمد بن راشد، المؤلف والمستشار الإعلامي ألكسندر ماكناب، في جلسة حوارية وحفل توقيع لكتابه الجديد «أبناء الرمال السبع: تاريخ الإمارات العربية المتحدة»، الصادر عن مجموعة «موتيفيت للنشر»، ويتضمن رحلة ملهمة تستكشف النسيج الإنساني والحضاري المتنوّع والغني لدولة الإمارات، وتاريخ المنطقة الممتد لأكثر من 130 ألف عام.

وقدّم ماكناب، خلال الجلسة، رؤى مستندة إلى أبحاثه ودراساته المتعمقة، مستعرضاً تاريخ دولة الإمارات ودورها المحوري مركزاً تجارياً حيوياً عالمياً في العصر البرونزي، وصولاً إلى تحولها البارز إلى قوة اقتصادية عالمية في العصر الحديث. كما أشار إلى التحولات الكبرى التي شهدتها الإمارات، حيث كشف لأول مرة عن روايات جديدة، وأثار تساؤلات جريئة حول السرديات التاريخية التقليدية.

ثراء وتعقيد

وعن الكتاب، قال ماكناب، لـ«الإمارات اليوم»: «إن قصة الإمارات تزخر بالثراء والتعقيد الذي يتجاوز تصورات الكثيرين، ويُعد الكتاب تكريماً لصمود وإبداع العديد من الأجيال التي جعلت من هذه الأرض وطناً لهم على مدار آلاف السنين، وأتمنّى أن يقدم فهماً أعمق للقراء عن تاريخ المنطقة وإسهاماتها في تشكيل دولة اليوم النابضة بالحياة». وأضاف: «إنه الكتاب الذي يسرد حكاية تاريخ الإمارات كاملاً، ويقدّمها عبر العديد من العصور، وهي قصة مهمة، وتحمل الكثير من السعادة والحزن، وكذلك تحمل من السلام والشجاعة، وإن أبرز ما يميز هذا البلد بكل ما يحمله من تاريخ، أنه بات مكاناً مميزاً للعيش والعمل، والناس هنا تشعر بأنها تبحث عن جذور لها».

عودة إلى الماضي

ونوّه ماكناب بأنه يجب أن تكون هناك عودة أكبر إلى الماضي والتاريخ، مستشهداً بقول المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، «من لا يعرف ماضيه لا يستطيع أن يعيش حاضره ومستقبله»، وهذا ما يميز الإمارات الآن. وحول العمل على الكتاب والأبحاث التي يقوم عليها، لفت ماكناب إلى أن الجانب التراجيدي المتعلق بالأبحاث، هو أنه على مر السنين كان العديد من علماء الآثار يأتون إلى الإمارات، ويقومون بالأبحاث، ولا يقومون بنشر هذه الأبحاث في الإمارات، بل تنشر في العديد من الجامعات والمعاهد خارج الدولة، ومنها أميركا وأستراليا والعراق وبريطانيا، ولا يمكن لأغلبية السكان في الإمارات الاطلاع عليها، بل عليهم شراؤها من المكتبات التابعة للناشرين الأكاديميين. ونوه بأنه يسعى إلى جعل هذه الدراسات متاحة، مشدداً على أن كتابه لا يحتوي على كل هذه المعلومات، ولكنه بلا شك يقدّم مختصراً عن تاريخ الإمارات، وبطريقة غير مملة، تقوم على رواية القصص الإنسانية.

حقائق علمية

ولفت ماكناب إلى أنه استغرق ما يقارب عاماً في كتابة الكتاب، ولكنه بدأ بالأبحاث منذ عام 1994، وذلك حين كان يعمل في الفجيرة بالقرب من وادي حام، ووجد العديد من الحقائق العلمية التي تدلل على عمق التاريخ في المنطقة، ولاسيما المقابر الجماعية في مليحة التي تعود إلى 4000 سنة. وأشار إلى أن تاريخ الإمارات قديم، وفي عام 1971 غادر البريطانيون، ولكنهم لم يتركوا خلفهم أي وزارة للصحة، أو التعليم، أو المالية، أو غيرها من المؤسسات التي تُشكل البنى التحتية لأي دولة، ولهذا فإن الخيار الوحيد أمام الآباء المؤسسين تمثّل في البحث عن المستقبل من أجل بناء الدولة، وقد بنوا أسس الدولة وقتها. وشدّد على أن الإمارات لطالما كانت مركزاً للتجارة، وأن حركات التجارة الأولى التي قام بها السومريون في العراق، والباكستانيون أيضاً مرت من أراضي الإمارات، وهذه التجارة عمرها 5000 سنة، وهذا يدلل على عمق التاريخ في الدولة.

اكتشافات أثرية

ويُبرز كتاب «أبناء الرمال السبع»، مجموعة من الاكتشافات الأثرية والتاريخية المذهلة في الإمارات، والعلاقة التاريخية التي تربطها بجنة عدن الأسطورية، ودورها مصدراً للنحاس في الحضارة السومرية، وإحداث ثورة في علم المعادن.

كما يستعرض ازدهار مدن ما قبل الإسلام مثل مدينتي مليحة في إمارة الشارقة و«الدور» بأم القيوين، إضافة إلى الغوص في صفحات من تاريخ المواجهات المصيرية مع القوى البرتغالية والبريطانية وأثرها في تشكيل هوية المنطقة بشكل عام. ويقدّم الكاتب من خلال هذا الكتاب رؤية مختلفة وجديدة حول تراجع صناعة اللؤلؤ، والتي تعيد النظر في التفسيرات المتداولة.


جمهور واسع

استقطبت جلسة توقيع الكتاب جمهوراً واسعاً ومتنوعاً من عشاق التاريخ والأكاديميين والقراء والمهتمين باستكشاف الرحلة الرائدة للإمارات العربية المتحدة، بدءاً من حضاراتها القديمة وصولاً إلى مكانتها الحالية منارة للتقدم والاستقرار.


الرافعة الخضراء

نوّه الكاتب ألكسندر ماكناب بأنه اكتشف العديد من الحقائق البارزة عن تاريخ الإمارات، مشيراً إلى أنه في بعض الأحيان تكون الأشياء البسيطة ذات أهمية كبيرة، ومنها على سبيل المثال، المبنى الحكومي على خور دبي الواقع بالقرب من بيت الوكيل، وتوجد بالقرب منه رافعة ذات لون أخضر، وكانت الرافعة الوحيدة الموجودة في دبي، وخلف هذه الرافعة توجد مرآة على شباك، وكان المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، يجلس على الشباك، وكان يراقب أعمالها. كما أشار إلى أن حقيقة انحسار صيد اللؤلؤ وتجارته لم تكن في عام 1929، بل هي بين 1911 و1950.

. يستعرض الكتاب ازدهار مدن ما قبل الإسلام مثل مدينتي مليحة بالشارقة، و«الدور» في أم القيوين.

. الكتاب يقدّم رؤية موضوعية جديدة حول تاريخ دولة الإمارات ودورها التاريخي في المنطقة.


تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

Share


تويتر


close