على الرغم من التقدم الحاصل في مجال العلاج من أمراض السرطان إلى أنه لا
يزال يمثل تحدياً كبيراً للصحة العامة، حيث يحتل المركز الخامس ضمن الأسباب
الرئيسية للوفاة في المملكة العربية السعودية، وفقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي
والتنمية، ويأتي أيضاً في المرتبة الخامسة بين أكثر أسباب الوفاة شيوعاً في دولة
الإمارات، حيث يتسبب في 8.2% من إجمالي الوفيات. ويؤكد شعار اليوم العالمي للسرطان
الذي وضعه الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان للفترة ما بين 2025-2027، “متحدون
من خلال التفرد”، على نهج يركز على الناس في الرعاية ويستكشف طرقاً جديدة
لإحداث تأثير مفيد. وفي هذا الخصوص، يحدثنا الدكتور جيف فاسيركا، أخصائي أمراض
الدم والأورام وخريج كلية الطب بجامعة سانت جورج في غرينادا عن أهمية التعرف على
مخاطر السرطان ويقدم بعض النصائح للكشف عنه.
اعرف مخاطر الإصابة بالسرطان
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعد السرطان أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في
جميع أنحاء العالم، حيث يتسبب في وفاة ما يقرب من 9.7 مليون شخص. وتشمل عوامل
الخطر الرئيسية، بحسب منظمة الصحة العالمية، تعاطي التبغ واستهلاك الكحول والنظام
الغذائي غير الصحي والخمول البدني وتلوث الهواء. كما تلعب عوامل الخطر غير القابلة
للتغيير، مثل العمر والمواد المسرطنة والعوامل الوراثية وضعف جهاز المناعة دوراً
في الإصابة.
أهمية إجراء الفحوصات المنتظمة
تسهّل الفحوصات المنتظمة العلاج السريع من الإصابة بالسرطان، وبالتالي خفض
عدد الوفيات المرتبطة به. وتعد فحوصات الكشف المنتظمة مثل تصوير الثدي بالأشعة
السينية ومسحات عنق الرحم وتنظير القولون ضرورية للكشف عن أية مشاكل في وقت مبكر،
وتمكين العلاج السريع وتعزيز فرص النجاة من المرض. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي
اكتشاف سرطان الثدي في مراحله المبكرة إلى زيادة نسبة معدل البقاء على قيد الحياة
لخمس سنوات إلى 99% في حال تقديم العلاج المناسب في الوقت المناسب، مقارنة بنسبة
27% فقط في حال الكشف المتأخر.
اكتشف الأعراض مبكراً
قد تختلف الأعراض حسب نوع السرطان، ولكن هناك بعض العلامات الرئيسية التي
يجب الانتباه إليها لضمان اتخاذ إجراءات سريعة والوقاية الاستباقية مثل
الأعراض الجسدية: ظهور كتل غير مبررة وتورم وسعال وضيق في التنفس وتغيرات
في الإخراج ونزيف غير متوقع وفقدان الوزن غير المقصود والتعب والألم غير المبرر
وظهور الشامات الجديدة.
مشاكل الجهاز البولي: المضاعفات، بما في ذلك الحاجة الملحة للتبول بشكل
متكرر وعدم القدرة على التبول، والألم.
أعراض أخرى: تغيرات غير عادية في الثدي وفقدان الشهية والألم المستمر
وحموضة المعدة والتعرق الليلي الشديد.
أساليب الوقاية الاستباقية
إن اتباع أنماط حياة أكثر صحة ومواكبة مواعيد اللقاحات الأساسية ومعالجة
المخاطر البيئية يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بالسرطان.
أسلوب حياة صحي: تجنُّب منتجات التبغ والحفاظ على وزن صحي واتباع نظام
غذائي صحي، والامتناع عن تناول الكحول.
الحصول على اللقاحات اللازمة: أخذ اللقاحات ضد فيروس الورم الحليمي البشري
والتهاب الكبد الوبائي ب والفيروسات الأخرى التي قد تعرض الأشخاص للخطر.
معالجة المخاطر من محيطك: تجنب التعرض
للأشعة فوق البنفسجية واستخدام وسائل الحماية من الشمس، والحد من التعرض لتلوث
الهواء الخارجي والداخلي.
في تعليقه على الأمر قال الدكتور جيف فاسيركا، الذي يشغل منصب الرئيس
التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة في مؤسسة أخصائيي السرطان وأمراض الدم في نيويورك
والشريك المؤسس لـOneOncology: “في اليوم
العالمي للسرطان، نتذكر التأثير العميق الذي يخلفه السرطان على منطقة دول الخليج
العربية وغيرها من دول العالم. ومن خلال عيش حياة أكثر صحة والحصول على اللقاحات
اللازمة والتشجيع على الكشف المبكر، يمكننا جميعاً الحد من عبء هذا المرض وتمهيد
الطريق لمستقبل أكثر صحة في دول الخليج العربية“.
ومن الجدير بالذكر أن للتوعية العامة والتثقيف حول أهمية الفحص المبكر
دوراً بارزاً في تشجيع المزيد من الناس على الخضوع لتلك الفحوصات التي يمكنها
إنقاذ الحياة. وتدعو جامعة سانت جورج الأفراد والمؤسسات في دول الخليج العربية إلى
نشر الوعي بمخاطر السرطان والتشجيع على إجراء فحص الكشف المبكر ودعم المصابين من
أجل مستقبل أكثر صحة.
لمزيد من المعلومات وللتعرف إلى البرامج ومسارات الدراسة في كلية الطب
بجامعة سانت جورج، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني للجامعة.