هل تحقق الإنفاق الدستوري على الصحة والتعليم؟

أعلنت وزارة المالية المصرية عن زيادة الإنفاق على قطاعي الصحة والتعليم في الموازنة الجديدة، ما أثار تساؤلات حول مدى استيفاء الحكومة للنسب الدستورية المحددة. وفق الدستور، يجب تخصيص 3% للصحة و4% للتعليم قبل الجامعي و2% للتعليم العالي من الناتج القومي. ومع ذلك، تشير التحديات الاقتصادية والزيادة السكانية إلى أن تحقيق هذه الأهداف ليس بالأمر الهين.

الاستحقاقات الدستورية للصحة والتعليم

ينص الدستور المصري لعام 2014 على ضرورة تخصيص نسب محددة من الناتج القومي للصحة والتعليم. ووفق بيان وزير المالية، أحمد كجوك، فإن الزيادة الأخيرة في الإنفاق تستوفي هذه النسب. وأشار إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تحسين الخدمات المقدمة وتعزيز التنمية البشرية.

تحديات تواجه زيادة الإنفاق

رغم الزيادة في المخصصات، يواجه الإنفاق على القطاعين تحديات كبيرة، أبرزها:

  • الزيادة السكانية بنسبة 2% سنوياً.
  • تراكم مشكلات التطوير في البنية التحتية.
  • ارتفاع تكاليف الأدوية والمستلزمات الطبية.

هذه العوامل تجعل من الصعب تلبية الطموحات الشعبية في تحسين الخدمات.

أرقام الإنفاق في الموازنة الجديدة

بلغت مخصصات الصحة في الموازنة الحالية نحو 496 مليار جنيه، بينما وصلت مخصصات التعليم قبل الجامعي إلى 565 مليار جنيه. وأشارت الوزارة إلى تخصيص 53.2 مليار جنيه للأدوية والمستلزمات الطبية، و15.1 مليار جنيه للعلاج على نفقة الدولة.

مشروعات تطويرية قيد التنفيذ

تعمل الحكومة على تنفيذ عدة مشاريع لتحسين الخدمات، منها:

  1. التأمين الصحي الشامل في 6 محافظات.
  2. التوسع في إنشاء المدارس الفنية والجامعات الأهلية.
  3. زيادة الإنفاق على صيانة الأجهزة الطبية والبحث العلمي.

هذه الخطوات تهدف إلى تحسين جودة الخدمات وزيادة فرص التعليم.

رأي البرلمانيين في زيادة الإنفاق

أكد وكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، ياسر عمر، أن الحكومة التزمت بالاستحقاقات الدستورية خلال العقد الماضي. وأشار إلى أن الزيادة في الإنفاق ساهمت في تحسين بعض الخدمات، لكنها لا تزال أقل من حجم الطموح الشعبي.

تحديات اقتصادية وإدارية

وفق وكيل لجنة حقوق الإنسان، أيمن أبو العلا، فإن حجم الإنفاق مرتبط بقدرات الاقتصاد المصري. وأوضح أن الزيادة السكانية تفرض ضغوطاً كبيرة على القطاعين، مما يتطلب تحديد الأولويات بدقة لضمان الاستفادة القصوى من المخصصات المالية.

رغم التحديات، تظل زيادة الإنفاق على الصحة والتعليم خطوة إيجابية نحو تحقيق التنمية المستدامة. ومع ذلك، يجب أن تكون هذه الزيادة مصحوبة بتحسين إدارة الموارد وضمان تنفيذ المشاريع بكفاءة.

close