عالم أزهري يوضح صيامه في السعودية وعودته لمصر

بعد اختلاف مواعيد الأهلة بين الدول العربية والإسلامية، أعلنت مصر وسبع دول أخرى صيام يوم الأحد لاستكمال شهر رمضان ثلاثين يومًا، بينما تفطر السعودية وتسع دول أخرى. هذا الاختلاف أثار تساؤلات حول حكم صيام من انتقل من بلد إلى آخر. الدكتور عطية لاشين، عضو لجنة الفتوى بالأزهر، أوضح الحكم بتفصيل دقيق، مشيرًا إلى ضرورة الالتزام بنظام البلد الذي ينتقل إليه الشخص، سواء في الصيام أو الفطر.

حكم الصيام عند الانتقال بين الدول

تلقى الدكتور لاشين سؤالًا عن شخص صام في السعودية 29 يومًا ثم انتقل إلى مصر، حيث كانوا يستكملون الصيام. فأجاب بأنه يجب عليه الصيام مع أهل البلد الذي انتقل إليه، حتى لو كان قد أكمل صيامه في البلد الأول. هذا الحكم يعزز الوحدة ويحافظ على الشعور العام، كما أشار إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم أكد على أهمية الظهور كجسد واحد.

أمثلة تاريخية توضح الحكم

استشهد لاشين بقصة عبد الله بن عباس مع كريب، الذي صام في الشام 30 يومًا ثم انتقل إلى المدينة حيث كانوا لا يزالون صائمين. فأمره ابن عباس بالصيام مع أهل المدينة. وهذا يؤكد أن الالتزام بنظام البلد الجديد هو الأصح، بغض النظر عن عدد الأيام التي صامها في البلد السابق.

حالات الفطر عند الانتقال

كما أوضح لاشين أن العكس صحيح أيضًا: إذا انتقل شخص إلى بلد يعيدون فيه، فعليه أن يفطر معهم ويشاركهم بهجة العيد. أما إذا كان قد صام 28 يومًا فقط، فعليه قضاء يوم بعد العيد لأن شهر رمضان لا يمكن أن يكون أقصر من 29 يومًا.

تأكيد على الوحدة وعدم التفرقة

اختتم لاشين فتواه بتأكيد ضرورة الالتزام بنظام البلد الذي ينتقل إليه الشخص، وعدم الخروج عن شعور الجماعة. وأعرب عن استغرابه من حالات يخرج فيها البعض على عادات بلدهم الأصلي ليتبعوا بلدًا آخر، معتبرًا ذلك تصرفًا غير مفهوم.

هذه الفتوى تقدم إجابة شافية لمن لديه تساؤلات حول الصيام أو الفطر عند الانتقال بين الدول، وتؤكد على أهمية الوحدة والالتزام بالشعور العام.

close