تسجل الجزائر تطوراً لافتاً في مجال الخدمات المالية الإلكترونية، حيث تشهد البلاد قفزات كبيرة في استخدام المدفوعات الرقمية وتحويل الأموال عبر الهاتف الجوال. وفقاً لتقارير حديثة، ارتفعت قيمة التحويلات بين الأفراد عبر الجوال بنسبة 109% خلال عام 2024، مما يعكس تحولاً كبيراً في عادات المستهلكين وزيادة الاعتماد على الحلول الرقمية، بدعم من جهود الحكومة لتعزيز الشمول المالي وتقليل التعاملات النقدية.
التحول نحو المدفوعات الرقمية
شهدت تحويلات الأموال عبر الهاتف الجوال نمواً قياسياً في الجزائر، حيث بلغت قيمتها 503 مليارات دينار جزائري (3.78 مليار دولار) عام 2024، مقارنة بـ241 مليار دينار في العام السابق. كما ارتفع عدد العمليات من 17.8 مليون إلى 36.2 مليون عملية، بزيادة 103%. هذا النمو يعكس تغيراً جذرياً في ثقافة الدفع، حيث أصبحت القنوات الرقمية الخيار الأول لكثير من الجزائريين.
توسع خدمات الدفع الإلكتروني
لم يقتصر النمو على تحويلات الأموال، بل امتد إلى عمليات الدفع الإلكتروني لدى التجار، حيث سجلت زيادة بنسبة 49% في عدد العمليات، لتصل إلى 58.4 مليون عملية بقيمة 43.5 مليار دينار. وقد ساهمت تقنيات مثل رمز الاستجابة السريعة (QR Code) في تسهيل هذه المعاملات. بالإضافة إلى ذلك، انضمت خمسة بنوك جديدة إلى منظومة الدفع عبر الجوال منذ يناير 2024، مما عزز انتشار الخدمة.
جهود تعزيز الشمول المالي
تشير الإصلاحات الحكومية إلى توجه استراتيجي لتعزيز الاقتصاد الرقمي. ومن أبرز الإجراءات التي تم اتخاذها:
- تشجيع البنوك على توفير خدمات مالية متكاملة.
- إطلاق التشغيل البيني بين المؤسسات المالية.
- تطوير البنية التحتية الرقمية وتحسين أنظمة الدفع الإلكتروني.
هذه الخطوات تهدف إلى خفض الاعتماد على النقد الورقي ودعم التحول الرقمي في القطاع المصرفي.