عقد الجامع الأزهر ملتقى علميًا بعنوان “فلسفة الزكاة في الإسلام”، حضره نخبة من علماء الفقه، بحضور الدكتور محمد الجبالي والدكتور حسين مجاهد، أستاذي الفقه بكلية الشريعة والقانون. ناقش اللقاء أهمية الزكاة في تطهير النفوس وتعزيز التكافل الاجتماعي. أكد الدكتور الجبالي أن الزكاة تُجبر نقص العبادة وتدعم الفقراء دون تشجيع الكسل، بينما ركز الدكتور مجاهد على البعد الأخلاقي لها وضرورة العدالة الاجتماعية.
أهمية الزكاة في الإسلام
أشار الدكتور الجبالي إلى أن الزكاة تُعتبر تطهيرًا للنفس ووسيلة لبناء مجتمع قوي ومترابط. استشهد بقوله تعالى: «خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها»، مؤكدًا أن الزكاة تساعد في تجنب الشح والقرب من رحمة الله. كما نبه إلى مخاطر البخل مستدلًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «اتقوا الشح فإنما أهلك من كان قبلكم بالشح».
البعد الأخلاقي لفريضة الزكاة
ركّز الدكتور حسين مجاهد على الجانب الأخلاقي للزكاة، موضحًا أنها تهذب النفس وتُعزز القيم الإنسانية. لفت إلى الفرق بين الزكاة والربا، مبينًا أن الزكاة تزيد البركة في المال بينما الربا يُنقصه. وأكد أن حق الفقير في مال الغني واجب شرعي، مستشهدًا بقوله تعالى: «والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم».
دور الزكاة في بناء العدالة الاجتماعية
أوضح المتحدثون أن النظام الإسلامي للزكاة يُرسخ مبادئ العدالة دون إهانة للفقير أو تكبّر من الغني. الزكاة ليست منةً بل حقًا شرعيًّا، وهي أداة فعّالة لدعم الفقراء ومساعدتهم في مواجهة مصاعب الحياة. كما أنها تُعزز قيم التعاون والتضامن بين أفراد المجتمع.