مؤسسة الوداية الابتدائية في الرباط تشهد تحولًا كبيرًا في عالم التعليم بفضل مشروع “المدارس الرائدة”، المبادرة الوطنية التي أطلقتها وزارة التربية الوطنية. يهدف المشروع إلى تحسين جودة التعليم، تقليل الهدر المدرسي، وتعزيز الأنشطة الموازية لبناء شخصية التلاميذ. خلال العامين الماضيين، أثبت المشروع فعاليته في تحسين بيئة التعلم وتعزيز أداء التلاميذ والمعلمين، مما يجعله نموذجًا واعدًا لإحياء المدرسة العمومية.
أهداف المشروع ودعائمه الأساسية
يسعى مشروع “المدارس الرائدة” إلى تحقيق ثلاث أهداف رئيسية: مكافحة الهدر المدرسي، تحسين التعلمات الأساسية، وتوسيع نطاق الأنشطة الموازية. وفقًا لمدير المدرسة، محمد البركي، فإن هذه الأهداف تعتمد على تكوين الأساتذة في مقاربات تعليمية حديثة مثل “التدريس وفق المستوى المناسب” (TaRL)، مما أدى إلى تحسين جودة التدريس داخل الفصول. كما ساعدت “منحة القرب” المالية التي تقدمها الوزارة في تجهيز المدرسة بوسائل تعليمية متطورة، مما خلق بيئة محفزة للتعلم.
تقنيات تعليمية مبتكرة
تُركز مقاربة المشروع البيداغوجية على علاج التعثرات التعليمية وتدعيم الكفايات الأساسية. وفقًا للمفتشة التربوية عائشة هناوي، يتم ذلك من خلال مرحلتين: علاجية تتعلق بتصحيح الصعوبات السابقة، ووقائية تعتمد على التعليم الصريح الذي يتبع خطوات واضحة من النمذجة إلى الاستقلالية. هذه الطريقة تساعد التلاميذ على استيعاب المفاهيم بشكل عميق قبل الانتقال إلى مرحلة جديدة، مما يعزز ثقتهم بأنفسهم ويقلل الفقد التعليمي.