ارتفاع قياسي غير مسبوق لأسعار الذهب

صعدت أسعار الذهب إلى مستويات قياسية جديدة اليوم، مدعومة بزيادة الطلب على الأصول الآمنة وسط تصاعد التوترات التجارية العالمية. فقد تجاوز السعر 3,077 دولاراً للأوقية، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 0.7%، كما يتجه المعدن لتحقيق مكاسب أسبوعية للرابعة على التوالي. هذه الزيادة تأتي في ظل إجراءات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على واردات السيارات، مما أثار مخاوف من اتساع الحرب التجارية.

تصاعد التوترات التجارية وآثارها

وقّع ترامب يوم الخميس على إعلان يفرض رسوماً جمركية بنسبة 25% على واردات السيارات، مهدداً الاتحاد الأوروبي وكندا بعقوبات أشد حال تعاونهما ضد الاقتصاد الأميركي. هذه الخطوة أثارت قلق الأسواق، خصوصاً مع استعداد إدارة البيت الأبيض لتنفيذ “الرسوم المتبادلة” بحلول نيسان/ أبريل المقبل، رغم عدم وضوح تفاصيلها.

أداء الاقتصاد الأميركي وانعكاساته

على الرغم من البيانات التي أظهرت نمو الاقتصاد الأميركي بوتيرة أسرع من المتوقع في الربع الرابع، إلا أن مخاوف الحرب التجارية طغت على هذه المؤشرات الإيجابية. كما تم تعديل مؤشر التضخم إلى مستوى أقل من القراءة السابقة، مما أضاف مزيداً من الضبابية على المشهد الاقتصادي.

عوامل دعم أسعار الذهب

سجل الذهب ارتفاعاً بنحو 16% منذ بداية العام، مسجلاً أكثر من 15 رقماً قياسياً جديداً. ومن العوامل الرئيسية التي عززت هذا الأداء:

  • زيادة عمليات الشراء من البنوك المركزية.
  • ارتفاع الطلب على الأصول الآمنة وسط الضبابية الاقتصادية.
  • تدفقات قوية على الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب.

توقعات البنوك الكبرى لأسعار الذهب

رفعت بنوك كبرى مثل “غولدمان ساكس” توقعاتها لسعر الذهب، حيث تعدّلت التوقعات إلى 3,300 دولار للأوقية بنهاية العام. وأشارت البنوك إلى أن الطلب القوي من البنوك المركزية والعوامل الجيوسياسية ستدعم الأسعار بشكل إضافي.

أداء الفضة والمعادن الأخرى

استقرت الفضة عند أعلى مستوياتها منذ 2012، مستفيدة من الطلب على الأصول الآمنة وشح المعروض. كما ارتفع البلاتين والبلاديوم بشكل طفيف، بينما بقي مؤشر الدولار دون تغيير. وأشار خبراء إلى أن ارتفاع معدلات الإيجار في لندن قد يدفع أسعار الفضة لمزيد من الصعود.

المشهد الحالي والمستقبلي

يتداول الذهب حالياً مرتفعاً بنسبة 0.6%، متجهاً لتحقيق مكاسب أسبوعية بنحو 1.8%. ومع استمرار التوترات التجارية والضبابية الاقتصادية، يُتوقع أن يبقى الذهب خياراً رئيسياً للمستثمرين الباحثين عن الأمان في الأسواق العالمية.

close