“التعليم” تعترض على حذف العربية والتاريخ من مجموع الشهادات الدولية

أكد المحامي بالنقض عمرو عبدالسلام، عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، أن وزارة التربية والتعليم تقدمت بعدة طعون أمام المحكمة الإدارية العليا ضد أحكام قضائية صدرت ضدها. هذه الأحكام تتعلق بإلغاء إضافة مادتي اللغة العربية والتاريخ للمجموع الكلي للشهادات الدولية IG والدبلومة الأمريكية. وجاءت هذه القرارات بعد مخالفة الوزارة للإجراءات القانونية المقررة.

خلفية القضية والأحكام الصادرة

قررت المحكمة الإدارية العليا أن قرار وزير التربية والتعليم رقم 148 لسنة 2024 صدر بالمخالفة لأحكام قانون التعليم رقم 139 لسنة 1981. وتمثلت المخالفة في عدم عرض مشروع القرار على اللجان المتخصصة التابعة للمجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي لمناقشته والموافقة عليه قبل إقراره. واعتبرت المحكمة أن هذا القرار يشكل اعتداءً على اختصاصات المجلس الأعلى للتعليم.

تداعيات القرار على الشهادات الدولية

تأتي هذه القضية في إطار الجدل الدائر حول إضافة مادتي اللغة العربية والتاريخ إلى المجموع الكلي لدرجات الشهادات الدولية. وقد أثار القرار انتقادات واسعة من أولياء الأمور والطلاب، الذين اعتبروه غير عادل ويؤثر سلبًا على فرص الطلاب في الالتحاق بالجامعات العالمية. ويرى البعض أن القرار يقلل من قيمة الشهادات الدولية التي تعتمد على معايير دولية.

الإجراءات القانونية المتبعة

وفقًا للقانون، يجب أن يعرض أي قرار يتعلق بالمناهج الدراسية والامتحانات على اللجان المتخصصة في المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي. وهذا الإجراء يهدف إلى ضمان الشفافية والعدالة في عملية اتخاذ القرارات التعليمية. ومن الواضح أن الوزارة لم تلتزم بهذا الإجراء، مما أدى إلى إلغاء القرار من قبل المحكمة.

ردود الفعل والآثار المستقبلية

أثار قرار المحكمة ردود فعل متباينة، حيث أيده البعض كخطوة نحو احترام القانون وحقوق الطلاب، بينما اعتبره آخرون تعقيدًا إضافيًا لعملية التعليم. ومن المتوقع أن تؤثر هذه القضية على السياسات التعليمية المستقبلية، وخاصة تلك المتعلقة بالشهادات الدولية. ولن يكون من المستغرب أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من النقاشات حول كيفية مواءمة المناهج المحلية مع المعايير العالمية.

توصيات للتعامل مع الشهادات الدولية

لضمان العدالة والشفافية في التعامل مع الشهادات الدولية، يمكن اتباع الخطوات التالية:

  • تشكيل لجان متخصصة تضم خبراء في التعليم المحلي والدولي.
  • عرض أي قرارات جديدة على المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي لمناقشتها.
  • إجراء دراسات لتقييم آثار القرارات على الطلاب والمؤسسات التعليمية.
  • التواصل مع أولياء الأمور والطلاب لفهم آرائهم واحتياجاتهم.

في النهاية، تعد هذه القضية مثالًا على أهمية الالتزام بالإجراءات القانونية والشفافية في صنع القرارات التعليمية. ومن الضروري أن تعمل وزارة التربية والتعليم على توضيح رؤيتها والتنسيق مع الجهات المعنية لضمان مصلحة الطلاب وتحقيق العدالة التعليمية.

close