أظهر استطلاع حديث أجرته مؤسسة كارنيغي حول تمويل التعليم العالي في أسكتلندا أن 48% من السكان يرون أن الطلاب القادرين على تحمل التكاليف يجب أن يدفعوا رسوم الدراسة، بينما عارض ذلك 29%. وتظهر البيانات انقساماً واضحاً في الرأي العام، حيث يعتقد 44% أن التعليم الجامعي يجب أن يظل مجانياً للجميع، بينما يرى 43% ضرورة تحمّل القادرين للتكاليف. هذه النتائج تأتي في ظل تحديات مالية تواجه الجامعات الأسكتلندية، مما يثير نقاشاً واسعاً حول مستقبل تمويل التعليم العالي.
التحديات المالية للجامعات الأسكتلندية
تواجه الجامعات في أسكتلندا ضغوطاً مالية متزايدة، حيث أصبحت جامعة دندي الأولى التي قد تستفيد من خطة إنقاذ حكومية بقيمة 10 ملايين جنيه إسترليني. كما تخطط جامعة إدنبرة لخفض نفقاتها لتجنب العجز. تعتمد هذه الجامعات بشكل كبير على الرسوم التي يدفعها الطلاب الأجانب، إلا أن أعدادهم انخفضت بحوالي 10 آلاف طالب في العام الدراسي 2023-2024، مما زاد من حدة الأزمة.
سياسة التعليم المجاني ومحدوديتها
تم تقديم التعليم الجامعي المجاني لأول مرة في أسكتلندا عام 2008، كجزء من سياسة الحزب الوطني الأسكتلندي. ومع ذلك، تفرض هذه السياسة قيوداً على عدد الطلاب الأسكتلنديين الذين يمكنهم الالتحاق بالجامعات، مما يحد من فرص بعض الطلاب في الحصول على مقاعد دراسية. بالإضافة إلى ذلك، تتحمل الحكومة تكاليف تعليم الطلاب المحليين، والتي تبلغ حوالي 7610 جنيهات إسترلينية لكل طالب سنوياً.