بنوك السعودية تبيع قروضًا متعثرة لتمويل مشاريع جديدة

تسعى البنوك السعودية جاهدة لتطهير محافظها من القروض المتعثرة استعداداً لتمويل مشاريع ضخمة ضمن رؤية 2030. بقيادة البنك الأهلي السعودي، تدرس البنوك تحويل هذه القروض إلى أدوات توريق وبيعها بخصم للمستثمرين. هذا التحرك يهدف إلى تحرير رأس المال لتمويل المبادرات الكبرى التي تتطلب استثمارات هائلة تصل إلى تريليون دولار.

أهمية التخلص من القروض المتعثرة

تُعد القروض المتعثرة عبئاً على البنوك، حيث تستهلك الموارد وتزيد التكاليف القانونية. من خلال بيع هذه القروض، يمكن للبنوك تخفيض المخاطر وتحسين قدرتها على الإقراض. كما أن هذه الخطوة تساعد في الالتزام باللوائح التنظيمية المتعلقة بفترة الاحتفاظ بالأصول المتعثرة.

دور التوريق في تحرير رأس المال

التوريق هو عملية تحويل القروض المتعثرة إلى أوراق مالية قابلة للتداول. غالباً ما يتم بيع هذه الأوراق بخصم لجذب المستثمرين. هذه العملية تتيح للبنوك:

  • تحرير رأس المال للاستثمار في مشاريع جديدة.
  • خفض التكاليف المرتبطة بإدارة القروض المتعثرة.
  • ضمان الامتثال للقواعد التنظيمية.

آفاق جذب الاستثمارات الخارجية

تعتبر هذه الصفقات فرصة ذهبية لصناديق الدين المتخصصة التي تسعى للاستثمار في المنطقة. مع تزايد الطلب على التمويل لمشاريع الرؤية 2030، من المتوقع أن تشهد البنوك السعودية مزيداً من التعاون مع مستثمرين دوليين.

الخطوات القادمة وتوقعات الخبراء

بحسب الخبراء، من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة صفقات كبيرة لمحافظ القروض المتعثرة. هاريس ماير حنيف، الشريك في مكتب “إيه آند أو شيرمان”، أشار إلى أن مثل هذه الصفقات ستظهر قريباً، مما يعزز دور البنوك السعودية في دعم التنمية الاقتصادية.

الانعكاسات على الاقتصاد السعودي

سيؤدي تحرير رأس المال من القروض المتعثرة إلى تسريع تمويل المشاريع العملاقة، مما يدعم جهود المملكة في تنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط. هذا التحرك سيسهم في تحقيق أهداف رؤية 2030، ويعزز مكانة السعودية كمركز مالي رئيسي في المنطقة.

من خلال هذه الإجراءات، تثبت البنوك السعودية قدرتها على التكيف مع المتغيرات الاقتصادية، وتأكيد دورها كمحرك رئيسي لتنفيذ المشاريع الطموحة التي ترسم ملامح المستقبل الاقتصادي للمملكة.

close