حسام موافي: الهاتف المحمول يهدد الأسرة والمجتمع.

الهواتف المحمولة، التي صُممت لتقريب المسافات، تحولت إلى أدوات تهدد استقرار الأسر والمجتمعات. الدكتور حسام موافي، أستاذ الحالات الحرجة بجامعة القصر العيني، حذر من خطورة الإدمان الرقمي، الذي أصبح سببًا رئيسيًا في ارتفاع معدلات الطلاق وتفكك العلاقات الأسرية. وأشار إلى أن هذه الأجهزة، التي يفترض أن توفر الوقت، أصبحت تسرق من وقتنا وتؤثر سلبًا على حياتنا الاجتماعية والروحية.

الإدمان الرقمي وتأثيره على العلاقات الأسرية

تحولت الشاشات الصغيرة إلى جدران عازلة تفصل بين أفراد الأسرة الواحدة. فبدلًا من التفاعل المباشر، يقضي الكثيرون ساعات طويلة في التصفح العشوائي، مما يؤدي إلى زيادة العزلة وانخفاض التواصل الحقيقي. وأكد الدكتور موافي أن هذه الظاهرة تساهم في تفاقم المشكلات الأسرية، بل وتؤدي أحيانًا إلى انهيار العلاقات الزوجية.

التزييف الإلكتروني وخطورة الشائعات

أشار موافي إلى ظاهرة خطيرة تتمثل في انتشار “التزييف الإلكتروني للأخبار”. حيث يروج البعض لمعلومات غير مؤكدة وينشرون الشائعات دون وعي. واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي نهى عن ترديد الكلام دون التأكد من صحته، مؤكدًا أن وسائل التواصل الاجتماعي حولت هذا النهي إلى عادة يومية لدى الملايين.

الهاتف المحمول: من أداة تقريب إلى سبب تباعد

لاحظ الدكتور موافي مفارقة تاريخية، فبينما كان الهدف الأساسي من اختراع الهاتف هو تقريب المسافات، أصبح اليوم أداة تباعد وتفرقة بامتياز. وأوضح أن هذه الأجهزة لم تعد تقربنا من أحبائنا، بل تعزلنا عنهم وتجعلنا أكثر انشغالًا بأشياء ثانوية على حساب العلاقات المهمة.

كيف يمكن تجنب الآثار السلبية؟

  • تحديد أوقات محددة لاستخدام الهاتف المحمول.
  • تشجيع التفاعل المباشر بين أفراد الأسرة.
  • التأكد من صحة المعلومات قبل نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.
  • تخصيص وقت للأنشطة الروحية والترفيهية بعيدًا عن الشاشات.

في النهاية، يؤكد الدكتور موافي أن الوعي والتحكم في استخدام هذه الأجهزة هو المفتاح لحماية علاقاتنا وحياتنا من الآثار السلبية التي تسببها. فالهاتف المحمول، كأي أداة أخرى، يمكن أن يكون مفيدًا إذا استُخدم بحكمة، ولكنه يتحول إلى خطر إذا أسيء استخدامه.

close