“المحيبس” العثماني.. ملاذ ترفيه رمضاني في العراق

تُعدّ لعبة “المحيبس” من أبرز التقاليد الرمضانية التي تشهدها العراق، حيث تعود جذورها إلى العهد العثماني. تستهوي هذه اللعبة التراثية الكبير والصغير، خاصة في بغداد، وتُعدّ منافساتها حدثًا اجتماعيًا يوحّد العراقيين. تتنافس الفرق لإخفاء خاتم (المحبس) واكتشافه، وسط أجواء حماسية مليئة بالطبول والهتافات.

أصول اللعبة وقواعدها

تعتمد لعبة المحيبس على قدرة اللاعبين على التخفي والفراسة. حيث يكون التحدي الرئيسي هو إخفاء المحبس داخل يد أحد اللاعبين ومنع الفريق الخصم من اكتشافه. تستمر المنافسة حتى يتمكن الفريق الخصم من تحديد حامل المحبس، وإذا فشلوا، يحصل الفريق الآخر على نقطة.

توحيد المجتمع عبر اللعبة

رغم مرور قرون على نشأتها، ما زالت لعبة المحيبس تحظى بشعبية كبيرة في العراق. يقول جاسم الأسود، رئيس اتحاد المحيبس: “إنها لعبة توحد كل العراقيين”. يتجمع المئات في الملاعب لمشاهدة المنافسات، مما يعزز الروابط الاجتماعية ويخلق جوًا من الفرح والترابط.

تأثيرها في الثقافة العراقية

تُعتبر لعبة المحيبس جزءًا لا يتجزأ من التراث العراقي. يقول باقر الكاظمي، أحد لاعبي الفريق: “العراقيون يحبون كرة القدم، لكن المحيبس تأتي في المرتبة الثانية”. وقد نجت اللعبة من التحديات التي واجهتها، مثل جائحة كوفيد-19، لتظل شاهدةً على أصالة الشعب العراقي.

آفاق مستقبلية للعبة

يعمل العديد من المهتمين على نشر لعبة المحيبس خارج العراق. يقول نجم عبد مطشر من وزارة الشباب والرياضة: “نطمح أن ننشرها عربيًا ثم عالميًا”. مع مشاركة مئات الفرق في المنافسات السنوية، تبدو هذه اللعبة التراثية جاهزة لنقل رسالة العراق الثقافية إلى العالم.

إرث تاريخي يُحافظ عليه

تؤكد اللعبة على أهمية الحفاظ على التراث. يقول أبو الحسن الوجاني: “المحيبس لعبتنا التراثية التي سنحافظ عليها”. مع تاريخ يمتد لأكثر من 400 عام، تظل المحيبس رمزًا للوحدة والفرح في العراق، وتحمل في طياتها قصصًا وحكايات تتناقلها الأجيال.

close