أسهم التكنولوجيا تقود انتعاش وول ستريت.

شهدت “وول ستريت” انتعاشاً ملحوظاً في مؤشراتها بعد ارتفاع أسعار أسهم التكنولوجيا الكبرى، ما عوّض جزئياً عمليات البيع التي هيمنت على السوق بسبب توقعات سلبية من شركات رائدة. وعكست الأسواق تقلبات كبيرة مع انتهاء صلاحية عقود تداول ضخمة، مما أضاف طبقة إضافية من التعقيد إلى التحركات اليومية. وبرزت شركات مثل “تسلا” و”بوينغ” كقادة للتعافي، في حين تأثرت أسهم أخرى بتوقعات مخيبة للآمال.

تأثير التقلبات على الأسواق

أدت التوقعات المخيبة لشركات مثل “نايكي” و”فيدكس” إلى زيادة الضغوط على السوق، خاصة مع انتهاء صلاحية عقود بقيمة 4.5 تريليون دولار. هذه التقلبات لم تكن مفاجئة، حيث فقدت الأسهم الأمريكية تريليونات من قيمتها السوقية الشهر الماضي بسبب مخاوف التباطؤ الاقتصادي والتعريفات الجمركية. كما أثارت تقييمات أسهم التكنولوجيا العالية قلق المتداولين، مما أدى إلى استمرار عدم الاستقرار في الأسواق.

توقعات خبراء الاقتصاد

يتوقع المحللون أن تستمر هذه الفترة من التقلبات حتى النصف الثاني من عام 2025. وفقاً لمايكل ويلسون من “مورغان ستانلي”، من غير المرجح أن تصل الأسواق إلى مستويات قياسية جديدة في النصف الأول من العام. وأشار إلى أن التعافي الحالي قد يكون قصير الأجل، مع بقاء أسعار الأسهم بعيدة عن القمم التي سجلتها مؤخراً.

تحركات مؤشرات السوق الرئيسية

عند إغلاق التداولات، لم يشهد مؤشرا “إس آند بي 500″ و”داو جونز” تغيرات كبيرة، بينما ارتفع “ناسداك 100” بنسبة 0.4%. كما ارتفع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.25%، وصعد الدولار بنسبة 0.3%. هذه التحركات تعكس حالة الانتظار التي تسيطر على الأسواق وسط توقعات متضاربة.

استراتيجيات الصناديق المنهجية

تحولت الصناديق المنهجية -التي تعتمد على اتجاهات السوق- إلى بيع الأسهم الأمريكية على المكشوف لأول مرة منذ أكثر من عام. وفقاً لبيانات “غولدمان ساكس”، قام مستشارو تداول السلع الأساسية بتخفيض تعرضهم لمؤشر “إس آند بي 500” إلى أدنى مستوى منذ 2023. هذه الخطوة تعكس تحولاً في الاستراتيجيات الاستثمارية بمواجهة توقعات سلبية عن أداء السوق.

مستقبل الأسواق في 2025

مع استمرار التقلبات، يتوقع أن تكون الأسواق أكثر حذراً في الأشهر المقبلة. العوامل الجيوسياسية والاقتصادية ستظل تلعب دوراً رئيسياً في تحديد اتجاهات الأسعار. ومع ذلك، قد توفر بعض القطاعات، مثل التكنولوجيا والصناعات الدفاعية، فرصاً استثمارية في ظل هذه الظروف المضطربة. يبقى على المستثمرين مراقبة المؤشرات الرئيسية واتخاذ قرارات مدروسة لتجنب الخسائر الكبيرة.

close