إقبال واسع على خدمة مجانية غريبة في رمضان بإندونيسيا

وسط آلام إزالة الوشوم بالليزر، يجلس تيغوه إسليان سبتورا صامدًا لإزالة رسوماته القديمة، مدفوعًا برغبة قوية في بدء صفحة جديدة خلال شهر رمضان. تيغوه، الذي كان يزين جسده بالوشوم في شبابه لجذب الانتباه، يرى الآن أن التدين هو الطريق الأفضل لحياته. هذه التجربة ليست فريدة، بل تتكرر مع مئات الأشخاص الذين يسعون إلى تغيير أنفسهم في هذا الموسم الروحي.

برامج إزالة الوشوم ودورها الاجتماعي

أطلقت وكالة “أميل زكاة” الإندونيسية برنامجًا سنويًا لإزالة الوشوم خلال رمضان، بدءًا من عام 2019. يهدف البرنامج إلى مساعدة الأفراد الذين يرغبون في التخلص من الوشوم لأسباب دينية أو اجتماعية. هذا العام، سجل أكثر من 700 شخص للاستفادة من الخدمة، بينما تجاوز عدد المشاركين منذ انطلاق البرنامج 3000 شخص.

التحديات المتعلقة بإزالة الوشوم

إزالة الوشوم بالليزر عملية طويلة ومكلفة، مما يجعلها غير متاحة للكثيرين. تتطلب العملية عدة جلسات، وغالبًا ما تكون مؤلمة. بالإضافة إلى ذلك، تحمل الوشوم في بعض الثقافات الآسيوية دلالات سلبية، كالارتباط بالجريمة أو الانحراف. النساء ذوات الوشوم قد يتعرضن أيضًا لأحكام مجتمعية قاسية.

دوافع المشاركين في البرنامج

تتنوع أسباب المشاركة في البرنامج. سري إندريات، البالغة من العمر 52 عامًا، تندم على وشم اسم ابنتها الذي أصبح مصدرًا لتعليقات الأطفال. من جانبها، تسعى إيفاليا زادورا، 36 عامًا، لإزالة وشومها احترامًا لعائلتها ورغبةً في التقرب من الله. هذه القصص تعكس تنوع الدوافع وراء قرار التغيير.

التأثير الاجتماعي والديني للبرنامج

البرنامج لا يهدف فقط إلى إزالة الوشوم، بل يسعى أيضًا إلى تعزيز القيم الدينية والاجتماعية. من خلال توفير هذه الخدمة مجانًا، تتيح الوكالة للأفراد فرصة لإعادة تقييم حياتهم واختياراتهم. هذا الجهد يعكس التزامًا بتقديم الدعم الروحي والمادي للمشاركين.

الخلاصة: التغيير نحو الأفضل

تجارب مثل تجربة تيغوه وسري وإيفاليا تظهر أن التغيير ممكن بغض النظر عن المرحلة العمرية. البرنامج يقدم فرصة للمشاركين للتخلص من ماضيهم وبدء حياة جديدة مليئة بالأمل والسلام النفسي. في النهاية، يعكس هذا الجهد قوة الإرادة وقدرة الإنسان على التطور.

close