وصفة المعشر لتطوير التعليم | عمون

في ندوة بمَلتقى الحمّوري الثقافي، سلّط د. مروان المعشر الضوء على السياسات الأميركية بقيادة ترامب وانعكاساتها على المنطقة. كما ناقش دور الأردن في مواجهة التحديات، مؤكدًا على أهمية تطوير الاقتصاد والاستغناء عن المساعدات الخارجية. وأشار إلى أن إصلاح التعليم يعدُّ مفتاحًا لبناء إنسان أردني قادر على تجاوز الصعوبات، مقدّمًا رؤية أطلق عليها “وَصْفة المعشر”. جاء حديثه بعد يوم من تخصيص دولة جعفر حسان مبلغًا كبيرًا لتطوير التعليم والصحة، إلا أن الوزارة لم تبادر بأي خطوات واضحة لاستثمار هذه الأموال بشكل فعّال.

رؤية د. المعشر لتطوير التعليم

أكد د. المعشر أن تطوير التعليم هو الحل لتعزيز الأمن والاستقرار سياسيًا واجتماعيًا. وقدّم رؤيته من خلال ثلاثة مُسلَّمات أساسية: أولها، ضرورة تعليم الطلاب كيف يفكرون بدلًا من التركيز على ما يتعلمونه. ثانيًا، أهمية تقبُّل النظام التربوي للنقد البنّاء من خبراء التعليم. وثالثًا، دعم الخبراء وحمايتهم من الأفكار المتطرفة التي تُعيق التقدم. هذه الرؤية ليست معقدة، بل هي مبنيّة على أسس تربوية وأخلاقية واقعية.

خطوات لتنفيذ الرؤية المقترحة

يمكن ترجمة رؤية د. المعشر إلى خطوات عملية تتمثل في:

  • تشكيل فريق وطني متخصص في تطوير تعليم التفكير بأنواعه.
  • إعداد دليل تطبيقي لإدماج مهارات التفكير في المناهج المدرسية.
  • تدريب قيادات تعليمية مؤمنة بأهمية تعليم التفكير لنقل هذه المهارات للمعلمين.

يمكن تنفيذ هذه الخطوات خلال فترة زمنية لا تتجاوز ثلاثة أشهر.

تأملات في الواقع التربوي

من المؤسف أن يتم تجاهل رسالة دولة الرئيس في تخصيص مبلغ ضخم لتطوير التعليم دون أي خطوات عملية من وزارة التربية أو المؤسسات المعنية. كما يلاحظ أن الحديث عن تطوير التعليم جاء من شخصية سياسية وليس تربوية، مما يطرح أسئلة حول دور المؤسسات التعليمية في تبني مثل هذه الرؤى. الأردن بحاجة إلى بناء جيل يفكر بشكل منطقي وإبداعي، وهذا يتطلب جهودًا مشتركة من الجميع.

في النهاية، تُعدُّ رؤية د. المعشر دعوة صريحة لإعادة النظر في سياسات التعليم الحالية وتبني استراتيجيات تعزز من مهارات التفكير لدى الطلاب، مما يسهم في بناء مستقبل أفضل للأردن.

close