انتصار أمهات ضد تعليم السعودية

رغم الإجراءات الصارمة التي تفرضها وزارة التعليم لمعالجة غياب الطلاب بدون عذر، إلا أن الظاهرة ما زالت قائمة، خاصة في شهر رمضان. تبرز الأمهات كأكبر المعارضات لهذا الدوام، ومع انتصارهن للعام الثاني على التوالي، تعود النقاشات حول تأثير هذا الغياب على العملية التعليمية. فما هي تداعيات هذا الخلاف، وهل ثمة حلول ممكنة؟

تأثير الغياب على العملية التعليمية

أصبحت الفوضى سمة رئيسية في الفصول الدراسية خلال رمضان. تشير التقارير إلى وجود حالات تدريس حصص لطالبين أو ثلاثة فقط في يوم واحد، بينما يتم تأجيل البقية لأيام أخرى. هذا التقطع يفقد الطلاب الاستيعاب بسبب عدم استمرارية الدروس وارتباطها ببعضها البعض. بالإضافة إلى ذلك، يواجه المعلمون إرهاقاً كبيراً بسبب إعادة الشرح وتأخر تنفيذ المنهج المقرر.

معاناة المعلمين والطلاب

لا تقتصر المشكلة على الطلاب فقط، بل تمتد لتشمل المعلمين الذين يعانون من ضغط إضافي. إعادة الشرح مرات عديدة يؤدي إلى إجهادهم وتأخر في تغطية المنهج. كما أن التقطع في الحضور يفاقم من صعوبة إدارة الفصول الدراسية، مما يؤثر سلباً على جودة التعليم المقدم.

حلول مقترحة لمعالجة الظاهرة

من الضروري أن تبحث وزارة التعليم عن حلول فعّالة لمعالجة هذا الوضع. يمكنها، على سبيل المثال، الاستفادة من منصة “مدرستي” لتقديم التعليم عن بعد خلال رمضان. إضافة إلى ذلك، تحويل الدوام إلى مسائي قد يكون خياراً مناسباً لتخفيف العبء على الطلاب وأولياء أمورهم، مع ضمان استمرارية العملية التعليمية.

دور الإجازات في التخفيف من الضغط

يتساءل الكثيرون عن السبب الذي يدفع أولياء الأمور إلى تشجيع الغياب خلال رمضان. يعود ذلك جزئياً إلى طول العام الدراسي وعدم كفاية الإجازات المتقطعة، مما يؤدي إلى شعور الطلاب وأولياء أمورهم بالملل والإرهاق. من هنا، يعتبر البعض الغياب متنفساً لتحقيق بعض الراحة، رغم تأثيره السلبي على التعليم.

الخلاصة: ضرورة التوازن بين التعليم والراحة

في النهاية، يتطلب هذا الوضع توازناً دقيقاً بين متطلبات العملية التعليمية واحتياجات الطلاب وأولياء أمورهم. على الوزارة النظر في تعديلات تعكس احترام خصوصية رمضان دون الإضرار بالتعليم. أما أسر الطلاب، فعليها أن تدرك أهمية الحفاظ على استمرارية التعليم، مع البحث عن وسائل بديلة للراحة دون التسبب في انقطاع الطلاب عن دروسهم.

close