الكنيسة القبطية تحتفل بعيد الصليب المقدس.

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم، 19 مارس، بعيد الصليب المقدس، وهو من أبرز الأعياد المسيحية التي تحمل رمزية عميقة للخلاص والتضحية. يعود الاحتفال بهذا العيد إلى استعادة الصليب المقدس من الفرس في القرن السابع الميلادي، حيث يعتبر الصليب رمزًا لفداء المسيح. يعد هذا اليوم فرصة للمؤمنين لتذكر حدث تاريخي مهم وتجديد إيمانهم بالقوة الروحية للصليب.

ما هو عيد الصليب؟

عيد الصليب هو ذكرى استعادة الصليب المقدس إلى القدس بعد أن استولى عليه الفرس لمدة 14 عامًا. يعتبر هذا العيد من المناسبات الرئيسية في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث يرمز الصليب إلى الفداء والخلاص الذي تحقق بصلب السيد المسيح. يتم الاحتفال به في ثلاثة مناسبات مختلفة تضم عيد الصلب، عيد اكتشاف الصليب، وعيد استعادته.

تاريخ استعادة الصليب

تعود بداية الاحتفال بعيد الصليب إلى عام 627م، عندما نجح الإمبراطور الروماني هرقل في استعادة الصليب المقدس من الفرس بعد أن اختطفوه من القدس في عام 614م. أقام هرقل احتفالات كبيرة بمناسبة عودة الصليب إلى مكانه، مما جعل هذا اليوم من أبرز الأعياد المسيحية. خلال هذه الفترة، كانت القدس والصليب محط صراع بين القوى القديمة.

مناسبات الاحتفال بالصليب

يشمل عيد الصليب ثلاثة مناسبات رئيسية:

  • عيد الصلب: الذي يُحتفل به في الجمعة العظيمة.
  • عيد اكتشاف الصليب: يركز على اكتشاف خشبة الصليب من قبل الملكة هيلانة في عام 326م.
  • استعادة الصليب: وهي المناسبة التي نحتفل بها اليوم، وتذكر استعادة الصليب من الفرس.

أهمية الصليب في المسيحية

يعد الصليب رمزًا رئيسيًا في المسيحية، حيث يمثل التضحية التي قدمها المسيح من أجل خلاص البشرية. يذكر هذا العيد المؤمنين بالحب الإلهي الذي تجسد في الصلب، وكيف أن الله تحمل الألم من أجل تخلص الإنسان من الخطيئة. يعتبر الصليب مصدر قوة روحية ودافعًا للتضحية في حياتهم اليومية.

اكتشاف الصليب على يد الملكة هيلانة

يعتبر حدث اكتشاف الصليب في عام 326م من أبرز الأحداث في التاريخ المسيحي. توجهت الملكة هيلانة إلى القدس للبحث عن الخشبة التي صلب عليها المسيح، وبعد جهود كبيرة، تمكنت من اكتشافها. بحسب الروايات، تم تحديد الصليب الحقيقي بعد أن شُفي شخص لمّس الخشبة المقدسة، مما أكد صحتها.

ختامًا

عيد الصليب ليس مجرد تذكار لحدث تاريخي، بل هو تجديد للإيمان برمزية الصليب وقوة التضحية. في هذا اليوم، يجد المسيحيون فرصة للتأمل في معنى الخلاص والشكر على ما قدمه المسيح من فداء للبشرية. يحتفل المؤمنون بالصليب كرمز للحب الإلهي والقوة الروحية التي تعزز إيمانهم.

close