خلال شهر رمضان، تشهد الأسواق ازدحامًا ملحوظًا، حيث يزداد الطلب على المواد الغذائية والمشروبات الرمضانية. لكن هل هذا التسوق يعبر عن حاجة حقيقية أم مجرد رغبة في التبضع؟ وفقًا للدكتورة رزان الحجيري، المرشدة النفسية، أصبحت العادات الاستهلاكية في رمضان مرتبطة بالرغبات أكثر من الاحتياجات، مما يؤدي أحيانًا إلى الإسراف وتراكم الديون. فكيف يمكن تفسير هذه الظاهرة وما تأثيرها على الأفراد والمجتمع؟
العروض الرمضانية وتأثيرها على الإنفاق
تشير الدراسات إلى أن معدل الإنفاق يزداد في رمضان بشكل ملحوظ مقارنة بالأشهر الأخرى. العروض الرمضانية والإعلانات الجذابة تلعب دورًا كبيرًا في تحفيز الشراء، حتى لو لم تكن هناك حاجة فعلية للمنتجات. بالإضافة إلى ذلك، فإن التسوق قبل الإفطار، حين يكون الصائم جائعًا، قد يؤدي إلى قرارات شرائية غير مدروسة.
نظرية التعلم الاجتماعي ودورها في زيادة الاستهلاك
ترى الدكتورة الحجيري أن نظرية التعلم الاجتماعي (لباندورا) تلعب دورًا في زيادة العادات الاستهلاكية خلال رمضان. منصات التواصل الاجتماعي تعرض صورًا ومقاطع تروج لسلوكيات معينة، مما يدفع الأفراد إلى تقليد هذه السلوكيات وزيادة الإنفاق. هذه الظاهرة تعكس تأثير الإعلام الرقمي على اتخاذ القرارات الاستهلاكية.
أرقام صادمة حول هدر الطعام
على الرغم من زيادة الاستهلاك، تشير الأرقام إلى أن هدر الطعام في العالم العربي يصل إلى مستويات مرتفعة. وفقًا لمنظمة الفاو، يتم إهدار ملايين الأطنان من الطعام سنويًا في المنطقة، مما يعكس سوء إدارة الموارد الغذائية. هذه الأرقام تدعو إلى ضرورة مراجعة العادات الاستهلاكية وتبني طرق أكثر استدامة.