الاثنين 10 مارس 2025 | 10:11 مساءً
ما هي الحكمة من فرض الصيام في رمضان؟
يتساءل قطاع كبير من المسلمين خلال الفترة الأخيرة، عن ما هي الحكمة من فرض الصيام في رمضان؟، حيث يعتبر شهر رمضان من أفضل الشهور في التقويم الهجري، وهو شهر فرض الله فيه الصيام على المسلمين، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، ويحتل مكانة خاصة في قلوب المسلمين حول العالم.
وخلال هذا التقرير، سنُجيب لمتابعي وزوار موقع «بلدنا اليوم»، على ما هي الحكمة من فرض الصيام في رمضان؟ وكيف أن هذا الركن العظيم يعكس معاني متعددة تتعلق بالعبادة، والتقوى، والتكافل الاجتماعي.
ما هي الحكمة من فرض الصيام في رمضان؟
1- تقوية التقوى والروحانية:
يُعد الصيام فرصة للمسلمين لزيادة تقواهم وتعميق ارتباطهم بالله. من خلال الامتناع عن الطعام والشراب والملذات، يتعلم المسلم الصبر، ويزداد شعوره بالاحتياج إلى الله. يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” (البقرة: 183). هذه الآية تبرز الهدف الأسمى من الصيام وهو التقوى.
2- التدريب على الصبر والتحمل:
يعتبر الصيام وسيلة فعالة لتدريب النفس على الصبر والتحمل في مواجهة المشاق. من خلال الامتناع عن الطعام والشراب طوال ساعات النهار، يتعلم المسلم كيفية التحكم في رغباته، مما يساهم في بناء شخصية قوية قادرة على التكيف مع ضغوط الحياة.
3- التكافل الاجتماعي وتطهير النفس:
يعد رمضان شهرًا للتضامن والتكافل الاجتماعي. من خلال تجربة الصيام، يشعر المسلم بالفقر والجوع، مما يعزز من مشاعره تجاه الفقراء والمحتاجين. كما أن الزكاة والصدقات تزداد في هذا الشهر، مما يساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية. ويعمل الصيام أيضًا على تطهير النفس من الذنوب والشهوات، مما يساعد المسلم على العودة إلى الله بكامل التوبة.
4- تقوية الروابط العائلية والمجتمعية:
يخلق شهر رمضان جوًا من الألفة والتعاون بين المسلمين. يتميز الشهر الفضيل بتجمعات الإفطار، حيث يجتمع الأهل والأصدقاء معًا لتناول وجبة الإفطار، مما يعزز الروابط العائلية والمجتمعية. كما أن صلاة التراويح تعد فرصة لإحياء التقاليد الدينية وتعميق العلاقات الروحية بين المسلمين.
5- التدريب على الامتناع عن الملذات:
يُعلم الصيام المسلمين الامتناع عن الملذات المؤقتة في سبيل إرضاء الله. هذا يعزز مفهوم التضحية والابتعاد عن المتع الفانية، ويركز على الأهداف الروحية بعيدة المدى التي تسهم في تعزيز علاقة الفرد مع ربه.
ما هي الحكمة من فرض الصيام في رمضان؟ الإفتاء توضح
وأضافت دار الإفتاء في بيان الحكمة من فرض الصيام، أن من هذه الحكم: معرفة قدر نعمة الطعام والشراب، وزيادة صحة للبدن، واشتماله على أنواع من العبادات الكثيرة.
وأوضحت دار الإفتاء أنه ينبغي إحسان استقبال رمضان بما يلي: الاستعداد للطَّاعات، وكف النفس عن المنكرات، وتنظيم الأوقات لاغتنام الخيرات.
وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الله سبحانه وتعالى أضاف الصوم إلى نفسه، وتولى الإثابة عليه، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ سيِّدنا النَّبِيِّ قَالَ: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصّيام، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ». [متفق عليه].
فضل الصيام في رمضان
وتابع مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية: وجعل الله صيام رمضان سببًا في نيل مغفرته سبحانه؛ قال سيدنا رسول الله: «وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». [متفق عليه].
وأوضح مركز الأزهر، أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك؛ قال سيدنا رسول الله: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ». [ أخرجه البخاري].
وأشار إلى أن صوم رمضان يكفر الله سبحانه به الخطايا والذنوب؛ قال سيدنا رسول الله: «الصَّلَواتُ الخَمسُ، والجُمُعةُ إلى الجُمُعةِ، ورمضانُ إلى رَمَضانَ؛ مُكَفِّراتٌ ما بينهُنَّ إذا اجتَنَبَ الكبائِرَ». [أخرجه مسلم].
كما خص الله عز وجل الصائمين بدخول الجنة من باب «الريان»؛ عَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ سيِّدنا النَّبِيِّ، قَالَ: «إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ ». [متفق عليه].