إسلام عبد المعبود يكتب.. البصمة الكربونية.. كيف تؤثر اختياراتنا اليومية على المناخ؟ | الأخبار – الجريدة

في ظل التغيرات المناخية المتسارعة، أصبح مصطلح “البصمة الكربونية” يتردد كثيرًا في النقاشات البيئية. تشير هذه البصمة إلى إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، خاصة ثاني أكسيد الكربون (CO₂)، الناتجة عن الأنشطة البشرية. وتتنوع مصادر هذه الانبعاثات بين الصناعة، والنقل، والزراعة، والاستهلاك الشخصي، ما يجعل لكل فرد ومجتمع بصمة كربونية خاصة به.

كم تبلغ البصمة الكربونية عالميًا؟

تشير أحدث الإحصائيات إلى أن الانبعاثات العالمية لثاني أكسيد الكربون بلغت حوالي 37.2 مليار طن متري في عام 2023، وفقًا لتقديرات “مشروع الكربون العالمي”. وتتصدر الصين قائمة الدول الأكثر إصدارًا للانبعاثات بنسبة 31%، تليها الولايات المتحدة بنسبة 14%، ثم الهند بنسبة 7%. ورغم أن الدول الصناعية الكبرى تنتج النسبة الأكبر من الانبعاثات، فإن الدول النامية تعاني أكثر من تداعياتها، مثل ارتفاع درجات الحرارة والكوارث الطبيعية.

كيف تساهم الأنشطة اليومية في زيادة البصمة الكربونية؟

يؤدي نمط حياتنا إلى تزايد انبعاثات الكربون دون أن ندرك ذلك. على سبيل المثال:

النقل: سيارة تعمل بالبنزين تطلق حوالي 4.6 طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا. أما الرحلات الجوية، فتعد أكثر ضررًا، إذ إن رحلة ذهاب وعودة بين نيويورك ولندن تولد حوالي 986 كجم من الكربون لكل راكب.

الطعام: إنتاج اللحوم مسؤول عن 14.5% من انبعاثات الغازات الدفيئة عالميًا، إذ تحتاج تربية الأبقار إلى مساحات كبيرة من الأراضي وتستهلك كميات هائلة من المياه والطاقة.

الطاقة المنزلية: يستهلك المنزل العادي في الدول المتقدمة حوالي 10-15 طنًا من الكربون سنويًا نتيجة استخدام الكهرباء والتدفئة والتبريد.

الموضة السريعة: صناعة الملابس مسؤولة عن 10% من انبعاثات الكربون العالمية، بسبب الإنتاج الضخم والاستهلاك المفرط للمياه والطاقة في التصنيع والنقل.


كيف نخفض بصمتنا الكربونية؟

توجد حلول يمكن للأفراد تطبيقها للحد من تأثيرهم البيئي، مثل:

استخدام وسائل نقل مستدامة مثل الدراجات أو السيارات الكهربائية أو وسائل النقل العام.

تقليل استهلاك اللحوم والاعتماد على أنظمة غذائية نباتية أكثر استدامة.

خفض استهلاك الطاقة عبر استخدام الأجهزة الموفرة للطاقة والتحول إلى مصادر متجددة مثل الطاقة الشمسية.

التقليل من شراء الملابس الجديدة وإعادة التدوير بدلاً من ذلك.

زراعة الأشجار التي تمتص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.


الخلاصة

البصمة الكربونية مسؤولية مشتركة بين الأفراد والحكومات والشركات. وإذا لم تُتخذ إجراءات جادة، فقد يرتفع متوسط درجة حرارة الأرض بأكثر من 1.5 درجة مئوية بحلول منتصف القرن، مما يزيد من الكوارث الطبيعية. لذا، فإن تقليل البصمة الكربونية ليس مجرد خيار، بل ضرورة لحماية كوكبنا للأجيال القادمة.

close