في العاشر من رمضان 1393 هـ الموافق السادس من أكتوبر 1973، سطّر التاريخ بأحرف من نور ملحمة بطولية خالدة، وفصلاً جديداً من فصول الشرف والعزة والكرامة للمقاتل المصري ، حين يُشعل الأرض من تحته دفاعاً عن تراب وطنه المُحتل ،
فى هذا اليوم انطلقت قواتنا المسلحة الباسلة في حرب العاشر من رمضان، أو حرب أكتوبر المجيدة، لتحطم أسطورة العدو الإسرائيلي وتسترد أرض سيناء الغالية ، وتزود بدمائها دفاعاً عن الوطن
ظلت قواتنا المسلحة تتجرع مرارة الهزيمة سنوات ، ولا تزال عيناها منتصبةً على تراب أرضها فى الشاطئ الشرقي لقناة السويس ، وهى فى ذلك تستعد للحظة قادمة ، وتهيئ من نفسها للحظة النصر واستراد الأرض ،
وبتخطيط محكم وتنفيذ دقيق ، خاضت اعظم معركة عسكرية فى التاريخ الحديث ،لم تكن حرب العاشر من رمضان مجرد معركة عابرة، بل كانت نتاج تخطيط محكم وإعداد دقيق، حيث استعدت قواتنا المسلحة على مدار سنوات طويلة لهذه اللحظة الفارقة، وتمكنت من تحقيق عنصر المفاجأة الاستراتيجية والتكتيكية، وتمكنت القوات المصرية من عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف المنيع، وتمكنت القوات السورية من استعادة أجزاء من هضبة الجولان .
ليسطر جنودنا البواسل أروع ملاحم البطولة والفداء، مقدمين أرواحهم فداءً للوطن،
لتشهد أرض سيناء بطولات وتضحيات لا تُنسى، ستبقى خالدة في ذاكرة الوطن، ليغير الجيش المصري موازين القوى في المنطقة ، ويثبت الجندي المصري قدرته على تحقيق المستحيل، ويتوحد الصف العربي ، ليكن توحده هو سر النصر ، ويصبح التخطيط والإعداد الجيد للمقاتل المصري هما أساس النجاح.
ستظل حرب العاشر من رمضان رمزًا للعزة والكرامة، ومصدر إلهام للأجيال القادمة، وستبقى ذكراها خالدة في قلوبنا، نستلهم منها قيم الوطنية والفداء والتضحية.