قالت النائبة إيمان العجوز، عضو مجلس النواب، إن للأمم ذاكرةً لا تُمحى، وذاكرة مصر محفورةٌ بدماء شهدائها، الذين لم يكن استشهادهم حدثًا عابرًا في سجل الزمن، بل كان قسمًا جديدًا تتجدد به عقيدة الوطن، وتُعاد به كتابة صفحات المجد على جدران التاريخ، لنقف ونحيا كما أرادوا لنا.
وأضافت إيمان العجوز، في بيان لها، أن حينما نتحدث عن يوم الشهيد، فإننا لا نستدعي الحزن، بل نستحضر البطولة، ونستعيد الدرس الأعظم، حيث إن الأرض لا تُروى إلا بدماء أبنائها المخلصين، وأن الأوطان العظيمة لا تبقى إلا إذا وجدت من يذود عنها في لحظات الخطر.
وواصلت :”لقد كان عبد المنعم رياض، رمزًا للفداء، لكنه لم يكن وحده، فمعه ومن بعده، قوافل من رجالٍ لم يسألوا عن الثمن، ولم يتراجعوا أمام التحديات، لأنهم أدركوا أن مصر ليست مجرد وطنٍ نعيش فيه، بل وطنٌ يعيش فينا، وهؤلاء هم الذين جعلوا للأمن معنى، وللاستقرار قيمة، وللشهادة قدسيةً تُخلّد أسماءهم في سجل الخالدين”.
واستطردت :”اليوم، ونحن نقف على أعتاب هذه الذكرى، لا بد أن نتأمل الحقيقة العميقة التي تُعيد نفسها عبر الأجيال: أن مصر لم تُخذل أبدًا، لأن أبناءها كانوا دومًا مستعدين لبذل الأرواح، وأن من يسقط شهيدًا على أرضها، لا يرحل، بل يبقى حيًا في ضمير الأمة، تُردّد الأجيال اسمه، ويتوارث الأبناء قصته، لأن البطولة لا تموت، بل تخلد كالنيل، وكالأهرام، وككل ما في هذه الأرض من شواهد على البقاء”.
وأكدت أن تكريم الشهداء ليس مجرد كلمات تُقال، أو مراسم تُقام، بل هو التزامٌ مستمرٌ بحماية الدولة التي دافعوا عنها، بالحفاظ على استقرارها، وبالعمل على تحقيق أحلامها، حتى يكون دمهم الذي سال على رمالها، يضيء طريق المستقبل. وإن مصر، التي عرفت الفداء، ستظل وفيّةً لمن ضحوا لأجلها، وستبقى دائمًا كما كانت، محروسةً بدماء الشهداء، محصّنةً بتضحياتهم، عصيّةً على الانكسار، أبيةً على الأعداء.