جلال عارف يكتب: خطة للإعمار.. وللتحرير! | مقالات ورأى – الجريدة

تبنت الدول الإسلامية خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية أول أمس «الخطة المصرية» لإعمار غزة، بعد أن تبتها كل الدول العربية فى قمة فلسطين، ليبدأ العمل الكبير مع العالم كله من أجل إقرار برنامج العمل الذى أصبح مشروعا عربيا إسلاميا والذى ينطلق من «إعمار غزة» إلى قيام الدولة الفلسطينية على حدودها الدولية، كحقيقة لا بديل عنها من أجل سلام حقيقى واستقرار دائم للمنطقة كلها.

وزير الخارجية بدر عبدالعاطى أشار إلى خطوات مطلوبة بسرعة مع الجانب الأوروبى ومع الصين وروسيا ودول أساسية أخري، لتحقيق التأييد العالمى المطلوب لإجهاض مؤامرة التهجير، ولفرض الحل العادل لقضية شعب فلسطين وإقرار حقه فى حريتهم المستحقة ودولته المستقلة، وقدسه التى لابد أن تتحرر من أسرها لتكون عاصمة فلسطين. وهنا لابد من برنامج عمل عربي، ومتابعة مستمرة وتنسيق كامل مع باقى الأطراف الإسلامية والعالمية المؤيدة للحق الفلسطيني. وهو أمر سنظل ننبه إلى ضرورته، خاصة أن المؤامرة مازالت مستمرة والتهديد والوعيد من جانب العدو لن يتوقف، وأيضا لن تتوقف المحاولات لفرض التهجير إلا بإرغام العدو على التراجع!!

فى آخر محاولات العدو.. تشكيل إدارة لتشجيع الهجرة من غزة «!!» والحديث الذى لا قيمة حقيقية له عن مسارات يعدونها من أجل توفير دول تقبل، وموانئ ومطارات إسرائيلية تسهل الترحيل، وحملات «بتنسيق مع واشنطون » للترويج للأمر بأنه «تهجير طوعي!!».. وهى محاولة فاشلة مقدما، ومجرد الدعوة لها هى جريمة ضد الإنسانية يحاكم كل من يشارك فيها..

وفى المقدمة أصحاب الاقتراحات المشبوهة لـ «تطهير غزة» من سكانها، والمسئولون عن استمرار حرب الإبادة حتى الآن لكى تصبح غزة غير صالحة للحياة، ومن يهددون بـ «الجحيم»، لكى يتم التهجير، ومن يرفضون مبادرة الإعمار المصرية لأنها تكشف كل هذا الزيف وتقول للعالم إن الجريمة لن تتم، والتهجير خط أحمر، وإعمار غزة سيكون طريقا لدولة فلسطين وليس إلى مستوطنات إسرائيل أو «ريفيرا»، التهجير القسرى!!

ويبقى الأساس هو الصمود العظيم لشعب فلسطين على أرضه، ويبقى التوافق الفلسطينى الكامل وراء «خطة الإعمار والتحرير»، أمر لا يمكن التلاعب فيه تحت أى ظرف الكل دفع ثمن الصراع الخطأ، والكل يدرك حجم الخطر إذا استمرت لعبة «خلط الأوراق»، لتمزيق الوطن العربي، وإذا استمر الانقسام الفلسطينى ليدمر ما تبقى من أمل فى انتصار الحياة على كل من أرادوا أن تكون أرض فلسطين غير صالحة للحياة وإن كانت صالحة «فى نظرهم» للمنتجعات السياحية وملاعب الجولف.. ومستوطنات الصهاينة!!

نقلا عن اخبار اليوم

close