الخميس 06 مارس 2025 | 11:49 مساءً
قال الدكتور سمير أيوب، الباحث والمتخصص في الشؤون الروسية، في حديث خاص لصحيفة “بلدنا اليوم”، إن قرار وقف المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا لن يكون له تأثير كبير على الساحة الدولية، لكنه يحمل دلالات استراتيجية مهمة فيما يتعلق بمسار الحرب والتوازنات السياسية بين روسيا والغرب.
المساعدات العسكرية لأوكرانيا جذورها تعود إلى 2014
أكد الدكتور أيوب أن المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا لم تبدأ مع اندلاع العملية العسكرية الروسية في 2022، بل تعود جذورها إلى عام 2014، بعد الإطاحة بالرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش.
في ذلك الوقت، تدخلت الدول الغربية، وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي، بشكل مباشر في الشؤون الأوكرانية، وحرضت كييف على اتباع سياسة تصعيدية ضد روسيا.
وأشار إلى أن التصعيد العسكري في شرق أوكرانيا، حيث استخدمت كييف الطائرات والدبابات ضد السكان المؤيدين لروسيا، كان نتيجة تحريض ودعم غربي مباشر. كما بدأ تحديث الجيش الأوكراني وتسليحه بأسلحة متطورة خلال رئاسة باراك أوباما، واستمر خلال إدارة دونالد ترامب، التي لعبت أيضًا دورًا محوريًا في تسليح كييف ودفعها لمزيد من الاستفزازات ضد روسيا.
ترامب والعقوبات ضد روسيا
أوضح أيوب أن ترامب، رغم قراره الحالي بوقف المساعدات، كان مؤيدًا سابقًا لفرض عقوبات متتالية على روسيا، وساهم في زيادة الضغوط الاقتصادية عليها. ومع ذلك، فإن الإدارة الأمريكية اليوم بدأت تدرك أن الغرب هو من استفز روسيا في الأساس، مما دفعها إلى إطلاق عمليتها العسكرية لحماية أمنها القومي.
وأضاف أن وقف المساعدات يمثل خطوة أولى نحو بدء مفاوضات جادة، حيث يبدو أن واشنطن باتت أكثر ميلًا لبحث حل سياسي، خاصة بعد إدراكها أن استمرار الصراع لم يعد يخدم مصالحها الاستراتيجية.
زيلينسكي يفقد الدعم الأمريكي ونظامه يواجه أزمة
بحسب الدكتور أيوب، فإن إدارة ترامب فقدت ثقتها في نظام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وهو ما ظهر في تصريحات أمريكية تشير إلى ضرورة إجراء انتخابات رئاسية في أوكرانيا وتغيير القيادة الحالية.
كما لفت إلى أن زيلينسكي بدأ يتراجع عن التصعيد، وقدم عروضًا مغرية للولايات المتحدة، بما في ذلك صفقة المعادن الثمينة، في محاولة لاستعادة الدعم الأمريكي.
ومع ذلك، يرى أيوب أن واشنطن لم تعد متحمسة لمواصلة دعم أوكرانيا عسكريًا، مما يعني أن أوروبا ستكون في موقف صعب، حيث لا تمتلك القدرات الاقتصادية أو العسكرية لمواصلة المواجهة مع روسيا دون دعم أمريكي.
هل اقتربت المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا؟
يعتقد الدكتور أيوب أن وقف المساعدات العسكرية قد يكون مؤشرًا على استعداد واشنطن للضغط على كييف للجلوس إلى طاولة المفاوضات، خاصة مع اعتراف ترامب بأن السياسات الغربية هي التي دفعت روسيا إلى التحرك عسكريًا.
ومع تراجع الدعم الأمريكي، قد تجد أوكرانيا نفسها مضطرة للقبول بشروط تفاوضية جديدة قد تراعي المخاوف الأمنية الروسية.
ويبقى السؤال: هل سيؤدي هذا التحول في الموقف الأمريكي إلى إنهاء الحرب، أم أن التعقيدات الأوروبية ستُبقي الصراع مفتوحًا لفترة أطول؟