يجد وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي، نفسه أمام تحدٍّ صعب قبل انطلاق معسكر “أسود الأطلس” هذا الشهر، إذ يواجه معضلة اختيار رأس الحربة الأساسي بين نجمين يقدمان أداءً استثنائيًا هذا الموسم، هما يوسف النصيري وأيوب الكعبي.
ومع اقتراب مواجهتي النيجر وتنزانيا ضمن التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، يصبح القرار أكثر تعقيدًا، خاصة أن اللاعبين يعيشان فترة ذهبية تجعلهما من أبرز المهاجمين العرب في أوروبا حاليًا.
سباق الأرقام وتألق لافت
يوسف النصيري، الذي يخوض تجربة مميزة مع فنربخشة التركي، يواصل هز الشباك بانتظام، إذ يتصدر قائمة هدافي الدوري التركي برصيد 20 هدفًا، ويشكل إحدى ركائز فريق المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو. في المقابل، لا يقل أيوب الكعبي بريقًا، حيث يتصدر قائمة هدافي الدوري اليوناني بـ15 هدفًا، ويقود ترتيب هدافي الدوري الأوروبي برصيد 7 أهداف، متفوقًا بفارق هدف عن النصيري.
هذا التنافس المحتدم بين اللاعبين جعل مهمة وليد الركراكي أكثر تعقيدًا، إذ لا يمكن إغفال تألق أي منهما، خاصة أن كليهما يتمتع بمهارات مختلفة تجعل منهما خيارين مثاليين لقيادة خط الهجوم. النصيري يُعرف بقوته البدنية وقدرته على اللعب في العمق، بينما يمتلك الكعبي حسًّا تهديفيًا عاليًا داخل منطقة الجزاء وحركة ذكية بين المدافعين.
نهج غير تقليدي.. هل يجتمع النجمان؟
أمام هذا الموقف الصعب، يبدو أن وليد الركراكي قد يتجه إلى حل غير تقليدي، مستوحى من أسلوب جوزيه مورينيو، الذي يعتمد على ثنائية هجومية في فنربخشة، مكونة من النصيري والبوسني إدين دزيكو. المدرب المغربي يدرس بجدية فكرة الجمع بين النصيري والكعبي في خط الهجوم بدلًا من الاكتفاء بأحدهما، وهو خيار قد يمنح “أسود الأطلس” تنوعًا تكتيكيًا أكبر، خصوصًا أن المغرب يستعد أيضًا لاحتضان كأس أمم إفريقيا 2025، حيث يطمح إلى التتويج باللقب القاري.
الجماهير تنتظر القرار الحاسم
مع اقتراب موعد المواجهتين الحاسمتين، سيكون لدى الركراكي الفرصة الكاملة لاختبار هذه الفكرة خلال التدريبات، والتأكد من مدى فعاليتها على أرض الملعب. الجماهير المغربية تترقب القرار النهائي، خاصة أنها تأمل في رؤية منتخبها بأقوى خط هجوم في القارة، مستفيدًا من الانسجام المحتمل بين النصيري والكعبي، واللذين قد يشكلان ثنائية هجومية مرعبة قادرة على قيادة “الأسود” لتحقيق نتائج كبيرة في المرحلة المقبلة.