الدولة تتوسع في زراعة القطن واستعادة مكانته الاقتصادية عالميًا
الاثنين 03 مارس 2025 | 12:23 صباحاً
الدكتور طارق محمود
يعتبر القطن المصري، المعروف باسم “الذهب الأبيض”، أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية التي لعبت دورًا رئيسيًا في الاقتصاد المصري لعقود طويلة. ومع التحولات التي شهدها القطاع الزراعي، تراجع إنتاج القطن طويل التيلة الذي كان يتم تصديره للأسواق الأوروبية بسبب خصائصه الفريدة، ليحل محله القطن متوسط التيلة.
ومع ذلك، تسعى الدولة حاليًا إلى استعادة مكانة القطن المصري عالميًا من خلال دعم الفلاحين وتوسيع المساحات المزروعة، مما يعكس اهتمامًا متزايدًا بهذا المحصول الحيوي.
وأكد الأستاذ الدكتور طارق محمود، أستاذ الإرشاد الزراعي بمركز البحوث الزراعية، أن القطن المصري كان يُعرف قديمًا باسم “الذهب الأبيض” نظرًا لقيمته الاقتصادية العالية.
وقال: “في السابق، كانت مصر تزرع القطن طويل التيلة، الذي كان مطلوبًا في الأسواق الأوروبية بسبب خصائصه المتميزة، مثل نعومة وطول الفتلة ولونها الأبيض النقي، ولكن مع مرور الوقت، تحول الإنتاج إلى القطن متوسط التيلة، الذي يتمتع بخصائص أقل جودة، مما أدى إلى فقدان الثقة به في الأسواق الخارجية”.
وأضاف الدكتور طارق في تصريحات خاصة لموقع “بلدنا اليوم”, أن الدولة المصرية تدرك أهمية القطن كمنتج زراعي رئيسي، وتسعى حاليًا إلى تعزيز زراعته من جديد، مع التركيز على دعم الفلاحين لتشجيعهم على زراعته. وأوضح أن القطن ليس فقط محصولًا استراتيجيًا من حيث التصدير، بل إنه يدخل أيضًا في العديد من الصناعات، حيث يُستخرج منه زيت بذرة القطن الذي يشبه زيت الكتان في استخداماته.
زيادة المساحات المزروعة بدعم حكومي
وأشار الدكتور طارق إلى أن الحكومة بدأت في توسيع المساحات المزروعة بالقطن من خلال تقديم حوافز ودعم للفلاحين، مما أدى إلى زيادة ملحوظة في الإنتاج.
وأوضح أن الفلاح المصري لديه خبرة طويلة في زراعة القطن، ومع الدعم الحكومي، أصبح هناك توسع تدريجي في المساحات المزروعة.
وأكد أن القطن المصري يتميز بميزة إضافية، وهي أنه لا يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه مقارنة بمحاصيل أخرى مثل الأرز وقصب السكر، حيث يعتمد على الري الطبيعي بشكل أساسي، مما يجعله خيارًا مناسبًا في ظل تحديات الموارد المائية التي تواجهها البلاد.
ويبدو أن الدولة المصرية تسير بخطى ثابتة نحو استعادة مكانة القطن المصري عالميًا، من خلال سياسات تهدف إلى دعم الفلاحين وتشجيعهم على زراعة هذا المحصول الاستراتيجي.
وبينما يستمر الاهتمام الحكومي بتوسيع المساحات المزروعة وتحسين الإنتاج، يبقى التحدي الأكبر هو تعزيز جودة القطن المصري واستعادة مكانته في الأسواق العالمية، ليعود “الذهب الأبيض” إلى سابق عهده كرمز للاقتصاد الزراعي المصري.