رمضان شهر العمل والعبادة.. لا شهر الكسل واللهو – الجريدة

مع حلول شهر رمضان المبارك، تتجدد التساؤلات حول معناه الحقيقي، فهل هو شهر الأكل والشرب؟ هل هو شهر السهر؟ هل هو شهر التراخي عن العمل بحجة الصيام؟ للأسف، انتشرت بعض العادات السلبية التي تجعل البعض ينظر إلى رمضان وكأنه موسم للكسل والتراخي، بينما هو في الحقيقة شهر الجهاد الروحي والجسدي، شهر الطاعة والعمل والاجتهاد.

رمضان مدرسة إيمانية وصحية

رمضان ليس مجرد صيام عن الطعام والشراب، بل هو مدرسة إيمانية تهذب النفس، وتقوي الإرادة، وتغذي الروح. إنه فرصة لتجديد العلاقة مع الله من خلال الصلاة، وقراءة القرآن، والصدقات، والأعمال الصالحة. كما أنه شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، حيث تتضاعف الحسنات، وتفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار.

عبادة وعمل، لا كسل وتراخٍ

البعض يعتقد خطأً أن الصيام مبرر للتكاسل عن أداء العمل بإخلاص، أو للتأخر عن المواعيد، أو للتعامل بعصبية مع الآخرين. لكن الحقيقة أن رمضان هو شهر الاجتهاد في العمل، كما كان الصحابة والتابعون يغتنمون هذا الشهر في الجهاد والعلم والتجارة، ولم يكن الصيام عائقًا أمام إنجازاتهم العظيمة.

شهر الروحانية وليس المسلسلات والتسلية

للأسف، أصبح رمضان عند البعض موسمًا للمسلسلات والبرامج الترفيهية التي تستهلك الوقت والجهد دون فائدة، في حين أن هذا الشهر فرصة للتقرب إلى الله، والاستفادة من روحانياته. صلاة التراويح، التي تُقام في المساجد جماعة، تملأ القلوب طمأنينة، وليلة القدر التي هي خير من ألف شهر تمنح الصائم فرصة نادرة لمغفرة الذنوب ورفع الدرجات.

رسالة رمضان الحقيقية

رمضان ليس شهر الكسل، وليس شهر الطعام والتبذير، وليس شهر اللهو والسهر، بل هو شهر الصبر والتغيير، شهر يجدد فيه الإنسان عهده مع الله، ويعمل على تهذيب أخلاقه، ويحرر عقله وجسده من العادات السيئة. فمن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، واستغل أوقاته فيما ينفعه، خرج منه بروح جديدة، وعزيمة أقوى، وقلب أنقى.

فلنعد إلى روح رمضان الحقيقية، ولنغتنم أيامه في الطاعة والعمل، لا في التراخي واللهو.

close