الجمعة 28 فبراير 2025 | 10:29 صباحاً
في خطوة مفاجئة، قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء القيود التي فرضها سلفه جو بايدن على تنفيذ الضربات الجوية واستهداف الشخصيات المرتبطة بمنظمات تصنفها واشنطن على أنها “إرهابية”.
يمنح هذا القرار القادة العسكريين سلطة أوسع لتنفيذ العمليات العسكرية خارج ساحات القتال التقليدية، مما قد يترتب عليه آثار استراتيجية وأخلاقية كبيرة، وفقًا لما نقلته شبكة CBS News.
التغيرات في سياسة الاستهداف العسكري
قبل هذا القرار، اعتمدت إدارة بايدن سياسات مماثلة لما اتبعتها إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، حيث كانت الضربات الجوية تستهدف بشكل أساسي قيادات المنظمات الإرهابية، وذلك في إطار سياسات أكثر ضبطًا لضمان تقليل الأضرار الجانبية وسقوط ضحايا مدنيين.
لكن بإلغاء هذه القيود، يمكن للقوات الأمريكية تنفيذ عمليات استهداف واسعة النطاق، تشمل شخصيات أدنى من مستوى القيادة العليا داخل هذه التنظيمات.
وجهات نظر متباينة حول القرار
أفاد مسؤول بارز في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بأن قرار ترامب يحمل “مخاطر ومكافآت”، إذ أن العملية المبسطة قد تساهم في تقويض قدرات المنظمات الإرهابية بشكل أسرع نظرًا لانخفاض العتبة المطلوبة لتنفيذ الضربات واتساع نطاق الأهداف المحتملة.
ومع ذلك، يحذر المسؤول من أن هذا التوجه يزيد من مخاطر وقوع أخطاء عملياتية وسقوط ضحايا مدنيين عن غير قصد، مما قد يؤدي إلى تداعيات سياسية وأمنية غير محسوبة.
عودة إلى سياسات أكثر عدوانية
وصفت شبكة CBS News هذا التغيير في السياسة بأنه “هادئ” لكنه جوهري، حيث يفكك الضوابط التي تم فرضها خلال عهد بايدن، ويعيد الولايات المتحدة إلى سياسات مكافحة الإرهاب الأكثر عدوانية التي تم تنفيذها خلال الولاية الأولى لترامب.
ومن المتوقع أن تؤدي هذه السياسات إلى توترات في العلاقات الدولية، لا سيما مع الدول التي تنفذ فيها الولايات المتحدة هذه العمليات العسكرية.
يُعتبر قرار ترامب بإعادة توسيع نطاق العمليات العسكرية الجوية نقطة تحول في الاستراتيجية الأمريكية لمكافحة الإرهاب. وبينما قد تسهم هذه الخطوة في إضعاف الجماعات المسلحة بسرعة أكبر، فإنها في الوقت ذاته تثير مخاوف بشأن ارتفاع معدل الضحايا المدنيين وتزايد الانتقادات الحقوقية والدبلوماسية ضد الولايات المتحدة. يبقى السؤال المطروح:
هل ستؤدي هذه السياسة الجديدة إلى تعزيز الأمن القومي الأمريكي أم أنها ستؤدي إلى عواقب غير مقصودة تزيد من تعقيد المشهد الدولي؟