طقطقة الرقبة والظهر أصبحت عادة شائعة يمارسها الكثيرون، سواء لتخفيف التوتر أو للحصول على شعور مؤقت بالراحة، وبينما قد تبدو هذه العادة غير ضارة للوهلة الأولى، إلا أن الخبراء يحذرون من خطورتها على المدى الطويل، فطقطقة المفاصل، خاصة في منطقة العمود الفقري والرقبة، يمكن أن تؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة تتراوح بين تلف الأعصاب، وإصابات العمود الفقري، وحتى السكتة الدماغية في بعض الحالات النادرة.
احذر طقطقة الرقبة والظهر عادة شائعة قد تسبب أضراراً خطيرة
في هذا المقال، سنتحدث بشكل مفصل عن مخاطر طقطقة الرقبة والظهر، أسباب الإحساس المؤقت بالراحة بعد الطقطقة، ونصائح بديلة للتعامل مع التوتر وآلام المفاصل بطرق صحية وآمنة، بحسب ما نشره موقع “هيلثي”.
ما هي طقطقة الرقبة والظهر؟
طقطقة الرقبة أو الظهر هي صوت يصدر عند تحريك المفاصل بطريقة معينة تؤدي إلى تحرير الغازات المحبوسة بين المفاصل. هذا الصوت غالباً ما يكون مصحوبًا بشعور لحظي بالراحة، ما يدفع البعض إلى ممارستها بشكل متكرر.
لماذا تحدث الطقطقة؟
1. تحرير الغازات
بين المفاصل، يوجد سائل يُعرف بالسائل الزلالي الذي يعمل كوسيط لتقليل الاحتكاك.
عند تحريك المفصل بسرعة أو بقوة، يتم تحرير الغازات المذابة في السائل الزلالي مثل النيتروجين، ما يؤدي إلى سماع صوت الطقطقة.
2. إعادة ترتيب الأنسجة
في بعض الأحيان، يكون الصوت ناتجًا عن حركة الأوتار أو الأربطة التي تعيد تموضعها فوق العظام.
أضرار طقطقة الرقبة والظهر
1. تلف المفاصل والأربطة
الطقطقة المتكررة قد تؤدي إلى ضعف في الأربطة المحيطة بالمفاصل.
الاستخدام غير الطبيعي للمفاصل يمكن أن يسبب تآكلًا في الغضاريف مع مرور الوقت.
2. إصابات الأعصاب
الرقبة والظهر يحتويان على أعصاب حساسة للغاية. الضغط الزائد أو الحركة الخاطئة أثناء الطقطقة قد يسبب:
تلف الأعصاب.
آلام حادة أو تنميل في الأطراف.
مشاكل في الحركة على المدى الطويل.
3. زيادة خطر السكتة الدماغية
الطقطقة العنيفة للرقبة قد تؤثر على الشرايين التي تزود الدماغ بالدم، مما يؤدي في بعض الحالات النادرة إلى تمزقها أو انسدادها، وهو ما قد يتسبب في سكتة دماغية.
4. الإصابة بآلام مزمنة
إذا تمت الطقطقة بطريقة خاطئة أو بشكل مفرط، قد تصبح مصدرًا لآلام مزمنة بدلًا من الراحة المؤقتة.
5. الانزلاق الغضروفي
العمود الفقري يتكون من فقرات تفصلها أقراص غضروفية تعمل كممتص للصدمات. الطقطقة المتكررة قد تزيد من الضغط على هذه الأقراص، مما يزيد خطر حدوث انزلاق غضروفي.
لماذا يشعر البعض بالراحة بعد الطقطقة؟
الطقطقة تؤدي إلى تحرير الضغط بين المفاصل، مما يعطي شعورًا مؤقتًا بالراحة.
تحفيز الأعصاب المحيطة بالمفصل يؤدي إلى تقليل التوتر في المنطقة.
إفراز هرمونات مثل الإندورفين بعد الطقطقة قد يساعد في تخفيف الألم بشكل مؤقت.
ولكن هذه الراحة مؤقتة، ولا تعالج المشكلة الأساسية التي قد تكون السبب في الألم أو التوتر.
من هم الأكثر عرضة للخطر؟
الأشخاص الذين يعانون من هشاشة العظام.
من لديهم مشاكل سابقة في العمود الفقري أو الرقبة.
من يمارسون الطقطقة بشكل مفرط وبقوة.
من يشعرون بآلام مستمرة دون تشخيص طبي.
نصائح للتعامل مع آلام الرقبة والظهر بطرق آمنة
1. استشر طبيبًا متخصصًا
إذا كنت تعاني من آلام مستمرة في الرقبة أو الظهر، يُفضل مراجعة طبيب عظام أو أخصائي علاج طبيعي.
2. تمارين التمدد
مارس تمارين التمدد البسيطة لتحسين مرونة المفاصل وتقليل التوتر العضلي.
3. التدليك
يساعد التدليك على تحسين تدفق الدم إلى العضلات والمفاصل، مما يخفف الألم.
4. استخدام الحرارة أو البرودة
يمكن استخدام الكمادات الدافئة أو الباردة لتقليل الالتهاب وتخفيف الألم.
5. ممارسة اليوغا
اليوغا تقوي العضلات وتزيد من مرونة العمود الفقري، مما يقلل الحاجة إلى الطقطقة.
كيف تتجنب طقطقة الرقبة والظهر؟
تجنب الحركات المفاجئة والعنيفة.
احرص على الجلوس بوضعية صحيحة عند العمل أو استخدام الأجهزة الإلكترونية.
تجنب حمل أوزان ثقيلة تؤدي إلى إجهاد العمود الفقري.
مارس تمارين تقوية العضلات بانتظام لتجنب تيبس المفاصل.
بينما قد تبدو طقطقة الرقبة والظهر عادة غير ضارة، إلا أنها تحمل مخاطر كبيرة يمكن أن تؤثر على صحتك على المدى الطويل. الراحة المؤقتة التي تشعر بها لا تبرر الأضرار المحتملة التي قد تحدثها. إذا كنت تعاني من آلام أو توتر في الرقبة والظهر، فلا تعتمد على الطقطقة كحل سريع، استشر طبيبًا مختصًا للحصول على علاج مناسب وآمن يحافظ على صحة مفاصلك وعمودك الفقري. تذكّر أن الوقاية خير من العلاج، وأن سلامة جسمك تبدأ بالعناية الصحيحة به.