الاربعاء 29 يناير 2025 | 07:24 صباحاً
إقبال المستثمرين على سندات الخزانة المصرية
اعت مصر سندات دولية للمرة الأولى منذ 4 سنوات تقريباً، لسد فجوة تمويلية تقدر بنحو 10 مليارات دولار خلال السنة المالية الحالية 2024-2025 التي تنتهي يونيو المقبل.
جمعت البلاد ملياري دولار من بيع أدوات دين جرى طرحها على شريحتين لأجل 5 و8 سنوات، وتقلص العائد بنحو 60 نقطة أساس عن السعر الاسترشادي، بحسب بيانات “بلومبرغ” التي نقلتها عن مصدر مطلع.
وبلغت عوائد طرح الشريحة الأولى البالغ أجلها 5 سنوات 1.25 مليار دولار بعائد بلغ 8.625%، فيما جمعت البلاد 750 مليون دولار من الشريحة البالغ أجلها 8 سنوات وبعائد 9.45%. وتشير البيانات إلى تغطية الطرح بنحو 5 مرات لكلا الشريحتين بعد تلقي طلبات تقارب 10 مليارات دولار لشراء السندات.
التزام بـ4 مليارات دولار
يأتي الطرح بعد أن اقترضت البلاد ملياري دولار يوم الجمعة الماضي من مجموعة مستثمرين إقليميين ودوليين بعد السداد الكامل لتسهيلات بقيمة 3 مليارات دولار في نوفمبر الماضي. يُذكر أن مصر باعت أول صكوك لها في 2023 بقيمة 1.5 مليار دولار.
وتلتزم مصر بألا تتجاوز إصدارات الدين الدولية 4 مليارات دولار خلال السنة المالية الحالية، وفق وزير المالية المصري أحمد كجوك بوقت سابق من الشهر الحالي خلال مقابلة مع “الشرق” على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي المقام في دافوس السويسرية.
كجوك وصف خطة الإصدارات الدولية لبلاده بأنها “في مسارها السليم”، متوقعاً أن يشهد النصف الثاني من السنة المالية مجموعة من الإصدارات المتنوعة، ما يشكل “عودة لمصر إلى الأسواق العالمية مرة أخرى”.
إصدار سندات دولية دولارية
كان آخر إصدار سندات دولية دولارية من قِبل مصر عام 2021، والذي باعت فيه الحكومة سندات مقوّمة بالدولار بقيمة 6.75 مليار دولار من خلال إصدارين أحدهما في فبراير والآخر في سبتمبر.
تولت إدارة عملية إصدار السندات “جيه بي مورغان تشيس” و”سيتي غروب”، و”إتش إس بي سي هولدينغز”، و”غولدمان ساكس”، و”ستاندرد تشارترد” و”سوميتومو ميتسوي بانكينغ كوربوريشن”.
صعود السندات
بدأت علاوة مخاطر السندات المصرية المقومة بالدولار تتراجع، بعد أن ارتفعت تلك السندات مسجلة واحدة من أكبر المكاسب في الأسواق الناشئة، وسط تفاؤل بأن البلاد ستستفيد من عودة دونالد ترمب لرئاسة الولايات المتحدة، واتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
قال فادي جندي، مدير محافظ الدخل الثابت في شركة “أرقام كابيتال”، إن “مصر ستستفيد على المدى القصير من رئاسة ترمب، ووقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، والذي يقلل من توترات التجارة عبر البحر الأحمر ويحسن توقعات إيرادات قناة السويس”. وكانت هذه الاضطرابات قد تسببت في انخفاض إيرادات قناة السويس بمقدار 7 مليارات دولار على الأقل، أي حوالي 60% العام الماضي.
وأضاف جندى في حديث مع بلومبرغ أن “اختيار إدارة أميركية تركز على تبادل المصالح الثنائية، إضافة إلى العلاقة التاريخية الجيدة بين ترمب والسيسي” ستدعم مصر كذلك.
كان غولدمان ساكس قال في وقت سابق من الشهر الجاري إنه يتوقع بيع مصر ديوناً بقيمة تتراوح بين 3 و4 مليارات دولار في النصف الأول من العام.