“السويس في حرب أكتوبر”.. الشرطة والأهالي سطروا ملحمة من البطولة ضد الاحتلال – الجريدة


في صباحات أكتوبر، حيث كانت السماء تحمل في طياتها صرخات الأمل، وقف أبناء بالسويس الأبطال، رجال الشرطة، جنبًا إلى جنب مع الأهالي، ليصنعوا واحدة من أعظم صفحات الدفاع الوطني في تاريخ مصر.


تلك المدينة التي قاومت الاحتلال الإسرائيلي ببسالة، كانت في طليعة الجبهة الداخلية، تُسطر بدمائها فصولًا من التضحية والفداء حينما دق ناقوس الحرب في 6 أكتوبر 1973، كانت السويس على موعد مع معركة مصيرية، ليست فقط على أرضها، بل على مستقبل مصر كلها.


قامت الشرطة، في تعاون كامل مع الأهالي، بدورٍ بطولي في حماية مدن القناة، وصد هجمات الاحتلال التي حاولت التسلل من جهات عدة.


كان الدفاع عن هذه المدينة هو الدفاع عن شرف الأرض وحمايتها من أي محاولة لاحتلالها مجددًا، ورغم الهجمات المتواصلة، تمكنت الشرطة بالتنسيق مع المواطنين من إغلاق كافة المنافذ المؤدية إلى السويس، مانعةً الاحتلال من الوصول إليها.


ولم يكن مجرد قتالًا عسكريًا، بل كان صراعًا إنسانيًا، حيث استمد الجميع قوتهم من عزيمة لا تنكسر، وعقيدة لا تراجع فيها.


كانت السويس رمزًا للصلابة والمقاومة، وقدمت خسائر فادحة للاحتلال، بينما حافظت على استقرار الجبهة الداخلية، واثقة في نصر قريب.


وفي هذا اليوم، مع احتفالات عيد الشرطة، تبقى ذكرى السويس وشرطة أكتوبر علامة فارقة في تاريخ المقاومة المصرية، وشهادة حية على أن الفخر والتضحية لا يقاسان بالزمان أو المكان.

close