أكد الدكتور نظير عياد، مفتى الديار المصرية، أن تفعيل الفكر المقاصدى يعد خطوة أساسية فى نشر ما يُسمى بـ”الفتاوى الأخلاقية” و”الفتاوى السلوكية”، وذلك فى إطار مواجهة المساحة الكبرى التى تركز على مسائل الحلال والحرام فقط، موضحا أن الحديث عن الفتاوى الأخلاقية هو فى الأساس مرتبط بمسألة الحلال والحرام، ويعتمد على طلب المدح ورغبة فى الثواب، أو على الهروب من العقاب والذم.
وأشار مفتى الديار المصرية، خلال حوار مع الدكتور عاصم عبد القادر، ببرنامج “مع المفتي”، المذاع على قناة الناس اليوم الجمعة، إلى أن الحديث عن الفتاوى الأخلاقية اليوم أصبح من الواجبات الضرورية، بل يمكن القول إنه أصبح فريضة دينية فى وقتنا الحاضر، بسبب تنوع السلوكيات والأخلاقيات فى المجتمع وتفشى السيولة الأخلاقية التى تعمل على تقليص احترام العرف والتهوين من الدين، وتجاوز القيم والأعراف والعادات.
ولفت إلى أن الفتاوى الأخلاقية تلعب دورًا هامًا فى موازنة الواقع الاجتماعى، خاصة مع انتشار وسائل الإعلام الحديثة التى تروج للمعاصى وتقوّض الفضيلة تحت دعوات زائفة للحريات، وهنا يأتى دور الفتوى المنضبطة التى تراعى البُعد الأخلاقى والسلوكى، وتستند إلى الجوانب الإيمانية والشرعية.
وأشار إلى أن القرآن الكريم ربط بين الإيمان والأخلاق فى العديد من الآيات، وأوضح أن الشريعة الإسلامية لا تقتصر فقط على القواعد التعبدية بل تشمل أيضًا الجانب الأخلاقى فى جميع الأفعال، قائلًا: “إن الفريضة الدينية من خلال مقاصد الشريعة تركز على المسلك الأخلاقى الذى يحقق الطهر المعنوى، كما هو الحال فى الزكاة والصيام والصلاة التى تهدف إلى تهذيب النفس وتنقيتها من الغيرة والأنانية والحقد”.
وأشار إلى أن الشريعة الإسلامية تسعى دائمًا إلى جلب المصالح ودفع المفاسد، وأن المقاصد الشرعية تتأسس على مبادئ أخلاقية راسخة، وأن الأخلاق لا تقل أهمية عن العقيدة والشريعة فى تحقيق مصلحة العباد.
كما أكد على أن الفتوى الأخلاقية تُعتبر خدمة للمجتمع، بما تقدمه من إرشادات تهدف إلى بيان المسالك الفضيلة التى تثمر فى الواقع الحياتى للمجتمع، مما يعزز من استقرار الأفراد والمجتمع بشكل عام.